لا ما نكثتُ فصوني عهد إنشادي
ثمَّ انقشي فوق جسم الوقت إسعادي
جودي عليَّ بلا وعدٍ يؤرِّقني
فأصدق الفنِّ يأتي دون ميعاد
لا لا تقولي كما قالوا أصوغُ هوى
بلا مصيخٍ وأشعاري بلا ناد
فالشعر لمَّا يزلْ كالحبِّ يسكنني
ويصنع الحسْنُ أقلامي وأعوادي
يا روح قافيتي الحسناءَ يا نغماً
عذباً ويا رحلةً يحلو بها زادي
حلاوة الشّعر ليستْ وجه فاتنةٍ
تملي الفسوق ولا نفثاً لإفساد
ومنطق الشعر ما دنيا مطلمسةً
ولا هراء مجونٍ بين أوغاد
يسمو ذوو العقل عن جعْلِ الكروم أذى
يخزي ولا حاجةً تنأى عن الغادي
من ينتعلْ عسجداً فخراً ليجعلَ من
جلْدِ الخنازير تاجاً .. [للسنا] عاد
يا أيها السافكون الشعر في رئةٍ
تستنشق الحبَّ من أنفاس أحقاد
صونوا مقاصدَ هذا البوح عن سفهٍ
وعن بيانٍ سقيمٍ بين أضداد
وعن ملاقاة تصفيقٍ وزغردةٍ
ماجتْ لتُلبِسَ عيَّا ثوب أمجاد
إن لم تكن لمقام الشعر هيبته
عند اللقاء فلا كانت رؤى الشادي
من يبغ للشعر بيتاً سامياً أبداً
يفلح وإن عاش من وادٍ إلى واد
ما كلُّ نبضٍ لساناً صادقاً فلكم
تزاحم الزُّور في أبيات إنشاد
قالوا مساكين أهل الشعر قلت لهم
نعمْ فهم خصْمُ أفَّاك وفوادِ
كم سيم أوج بيانٍ عنوةً وشكا
ذو الفهْمِ طيشَ جهالاتٍ وجَلاّد
قد يصبح الإفك مرقى القاصدين مدى
لكنَّه لم يطلْ عمْراً لمرتاد