لمن كل هذا العبير ِ
يطوق روحي؟
لمن ضحكة الفجرِ؟
حين يموسق خطوَ الصباحْ،
وهذا النبيذ الشهيُّ المباحْ،
وهذي التراتيلُ يشدو بها
القلبُ فوق البياض ْ
لمن كل هذا الغناءُ..
بطعم الغوايةِ يُبدع كأسي،
ويُشعلُ شوقاً يئن بهمسي،
وليلاً طويلاً لسهدي استباح
أليست لكِ الأغنياتُ التي
كم سمعنا سوياً؟
أليست لكِ الذكريات الجميلةُ،
والليلُ، والصبحُ، والانشراحْ؟
لماذا إذن تستبدّ المسافاتُ بالحبِّ
ترميهِ للبعدِ ما بيننا!
أصبحتُ كالبحر..
في أسر جزر ٍ
أمني بشطآنكِ النائياتِ
ارتعاشاتِ مدّي
أأصبح رهناً لذلِّ الرياحْ؟
حقيقٌ لغيمكِ أن يمطرَ
اللهفة َ المستفيضة َ
ملءَ الشفاهِ،
وملءَ الفؤادِ..
المغلفِ بالعشقِ
أنّى لهُ البوحُ،
والصمت أوغلَ بالاجتياحْ
يجالسني الأمسُ متكئاً
حيرةَ الحاضر ِ
- الهاجعاتِ شراعاته -
منذ كفّ نذير انهماركِ
عن جلب بشراكِ
مل َّ التسابيحَ..
غيبُ الشروقِ
الذي مدّ للوقتِ..
خيطاً من الوصلِ
يخلي سبيل الثواني،
وعمراً لذكراكِ أرخى الجناح
البينُ يحمل وزرَ احتراقي
ليفضحَ وجهَ المساءِ
المكحّلِ بالفقدِ بالسهدِ
باللحظةِ المستقلةِ جنح الظلام ْ
شيطانها مسّ روحَ التفاؤلِ
فاغتالَ نجوى الزوايا لطيفكِ
واختارَ أن يعتريها الصياح