إعداد: محمد المنيف
حديقة غناء تتنوع فيها الزهور والورود وتنثر شذى عطرها في الفضاء الشاسع، تستدير إليها العيون، كاسبة الإعجاب، تلك هي الساحة التشكيلية النسائية السعودية التي سعدنا باستعراض العديد من المبدعات فيها في إعداد سابقة تلقينا على أثرها الكثير من الرسائل من خارج الوطن تنقل الإعجاب بما نشر من أعمال نخبة تمثل نماذج من الساحة، كسبنا بها قناعة الآخرين بأن في بلادنا كما في كل بلدان العالم مبدعات يحملن أعلى الدرجات العلمية في الفن ويمتلكن المواهب والقدرات، يجدن التشجيع والدعم، لقد سعدنا أن نستعرض ونفخر بأننا وفقنا في تقديم هذه النماذج عالية المستوى كما هي صفيه بن زقر، نبيلة البسام ومنيرة الموصلي رائدات التشكيلي السعودي بلا منازع مع ما أتى بعدهن من أجيال ازدانت صفحاتنا بالبعض منهن مثال ذلك الفنانات حنان الأحمد، وعائشة الحارثي، وسلوى الحقيل، وغيرهن مع ما نواصل طرحه في قادم الأيام مؤملين ان يكون في اختيارنا لهذه الأسماء وللقادم منها ما يمثل إبداع التشكيلية السعودية الحقيقي المبني على أسس وثقافة وقدرات عالية مدعمة بالدراسة والخبرات لنعطي هذه الفئة المبدعة ولو جزءا من حقها الإعلامي إضافة إلى ما نسعى إليه في تقديم تشكيليات عربيات لهن مكانتهن ودورهن في الفنون التشكيلية.
اليوم ضيفتنا الفنانة السعودية وفاء يوسف بهاي مبدعة تتعامل مع اللوحة بجانبيها التقني والموضوعي لها عالمها الأسطوري تضع المرأة مرتكزا لكل لوحة من لوحاتها وتنسج منها مضلة تحتضن فيها أجمل المواقف والذكريات وتحاكي من خلالها هموم المرأة وتلامس مواطن الجمال فيها.
خطوط حالمة مدعمة باللون
لا شك ان لكل منا اسلوبه ونهجه الذي استقاه من خبرات وتجارب السابقين ممن تعلمنا منهم اصول الفن اكاديميا ومما اطلعنا عليه عبر الزيارات والسفر والاقتراب إلى ادنى مسافة مع أعمال المبدعين في متاحف العالم أو مما اكتسبناه من دراستنا الاكاديمية، هذا كله لا يمكن ان نكون قد حققنا منه الهدف الا حينما يكون لكل منا اسلوبه الخاص المستخلص من تلك المكتسبات والحقيقة ان الوصول إلى الاسلوب أو الخصوصية تكشف مدى ما يمثله الفنان من السبل الصحيحة التي منها يصبح له موقعا ومكانته ومكان في الساحة والموهبة والدراسة المدعمة بالثقافة والممارسة الحقة للعمل الفني عكس ما يشاهد من محاولات لبعض التشكيليين والتشكيليات الذين يلوون ذراع الفن في محاولات ليصبحوا مبدعين فيه رغم خلو وفاضهم من تلك الاسس أو المقومات فنجدهم يتنقلون من تجربة إلى أخرى ومن محاولات إلى محاولات يائسة ليس لكل منها علاقة بالاخرى، هذه المقدمة أو المدخل نكشف فيه ما تتمتع به ضيفتنا لهذا الأسبوع الفنانة وفاء بهاي التي لديها كل مقومات النجاح التشكيلي من حيث الموهبة والدراسة والتجارب والخبرات والثقافة العالية تجاه منتجها، نشاهد في أعمال الفنانة وفاء سمة وخصوصية لا نجدها في اعمال زميلاتها الأخريات في الساحة لمحلية او العربية وهذا يعتبر انجازا كبيرا ومهما لأي فنان كما أن في استمرارها في البحث والتجريب واستخلاص الأفضل في العمل الفني في محيط خصوصيتها ما يجعلنا نحترم كل عمل تنجزه نتيجة قناعتنا بأنها تمتلك مخزون يمدها بالإبداع في كل لوحة تقوم على تنفيذها.
في لوحاتها توظيف رائع للخطوط والألوان ومعالجة في توزيع العناصر في البناء العام اللوحة وقدرة على انتقاء الفكرة التي تستلهمها من محيط الإنسان بقطبيه الرجل والأنثى موجدة بينهما روابط وقواسم وإيحاءات تؤكد التلاحم والتواد واثر الإحساس العاطفي والروحي بينهما كونهما يشكلان الأسرة ويعمران الكون، هذا الوصف وتلك الرموز والتعبيرات التي لا تخلو من رمز وإشارة إلى معنى لا يتجاوز الحياة المعتادة.
نسيج منتظم
تتسم أعمال وفاء بهاي بالتناغم والتلاحم بين اطراف اللوحة حيث تظهر كنسيج متكامل كما ان للفنانة انتقاء في اللون الذي يظهر ناضجا مدروسا مستخلصا من مزيج مخبري ينم عن وعي كبير بأهمية هذه الانتقائية اللونية للتتوازى مع بقية عناصر اللوحة، تؤكد الفنانة وفاء على المرأة والثنائية في العمل وبذلك تعد من الفنانات المهتمات بهذا العنصر (المرأة) وتقديمها بنمط ابداعي غير مبتذل أو بنقل ساذج بقدر ما يحمل ابعادا فلسفية ذات عمق وبعد يجمع بين الماضي والحاضر وبين الموروث والجديد.
سيرة ذاتية
- تعمل الفنانة وفاء بهاي حاليا كتابة بحث رسالة الدكتوراه في الفنون والآثار الإسلامية - كلية السياحة والآثار- قسم الآثار- جامعة الملك سعود - الرياض - تحمل درجة الماجستير في الفنون - تخصص تصوير تشكيلي - جامعة نيويورك - الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003-1424هـ- بكالوريوس تربية فنية - تخصص فنون - جامعة الملك سعود - الريا ض - عام 1417هـ - دورة في فنون الجرافيك وفنون الطباعة على يد الفنانة المشهورة كيكي سميث (Digital Arts - filming) دورة في فنون الكمبيوتر والأفلام - دورة في النحت في اتحاد الفنانون التشكيليون بنيويورك - دورة في الرسم بالألوان المائية في اتحاد الفنانون التشكيليون بنيويورك - دورة في التصوير الفوتوغرافي في جامعة نيويورك - العديد من الدورات الخاصة في المرسم.
كما ان لها مشاركات وأنشطة وخبرات منها:
- أمينة المجموعة الخليجية والأثريات بمتحف الفن العربي الحديث - قطر 2007 - مديرة المشاريع الثقافية والفنية بالمجلس الثقافي البريطاني بالمملكة العربية السعودية 2007- 2006
- التدريس في قسم التربية الفنية - جامعة الملك سعود - من عام 1418 ه حتى عام 1422 ه.
- (ENSEA) - عضو في الجمعية العالمية للتعليم من خلال الفن- عضو في جمعية اتحاد الآثاريين العرب - عضو في جمعية التاريخ والآثار لدول الخليج.
- تصميم غلاف وإعداد كتيب (الفن في المملكة العربية السعودية بين الماضي والحاضر) عام 1420هـ.
- إشراف وتنظيم عرض (تصاميم وأداء) للأعوام 1420-1421 هـ - جامعة الملك سعود.
- المشاركة في تنظيم مسرحية (الفصول الأربعة) - جمعية الأطفال المعاقين عام 1419 هـ - التعاون مع جامعة الرياض للبنات وغيرها من المؤسسات الخاصة.
شاركت في العديد من المعارض المحلية والعربية والدولية المعارض الشخصية، من أبرزها: بينالي الشارقة الدورة الخامسة عام 1421 ه - 2001م (حاصلة على ميدالية) - معرض الفنانات التشكيليات السعوديات - بيروت - صالة الأونيسكو عام 2001 م.- المعارض الجماعية لطلاب الماجستير- جامعة نيويورك عام 2002 م وعام 2003م.
- معرض(شروق) المقام بمناسبة الأسبوع الثقافي العربي - نيويورك عام 2003.
- معرض المعيدات عام 1321 هـ - جامعة الملك سعود - الرياض.
- المعرض الجماعي للفنانات- المتحف الوطني- مؤسسة الملك عبد العزيز لرعاية الموهوبين عام 1421 ه - المعرض التشكيلي - مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض عام 1421 ه. كما حصلت على العديد من الجوائز - معرض الفنانات التشكيليات - جائزة المجموعة الأولى فئة (أ) - الرئاسة العامة لرعاية الشباب - ولها مقتنيات في العديد من الهيئات، ومقتنيات خاصة لدى أفراد معروفين داخل وخارج المملكة.
monif@hotmail.com