الماء الصحيح، كما الحب الصحيح، لا بد أن يجد له مخرجاً، لا يكف عن استحضار هذا التقرير إلى ذهنه كلما انحشرت سيارته بين تعاريج الشارع الضيق الذي يضيق هو ذرعاً كلما سلكه، لا عزاء له سوى أنه الطريق الوحيد الذي يأخذه من بيته نحو عمله والعكس، لذلك فإنه يتسلّح بمقدار من الرضا حيال الأشياء المكتوبة عليه والتي لا يستطيع تغييرها، الشارع ضيق ومعبد بشكل رديء، جاء الأسفلت ووارى بعضاً من سوءاته، والحي
...>>>...
حينما يرتحل الشاعر أو يقيم، يبقى حزنه في معزل عن أي مغريات أو محفزات، أو حتى نزوات.. بل نراه غالباً ما يذكي جذوة نقده لما حوله دون أن يكون موارباً، أو مهادناً لمن حوله.. فها هي سيرة الشاعر مع الحياة منذ الأزل. أما إن كان شغوفاً بها فخذ من مجد الوجدان ما تريد.
هنا وعلى أطراف مدينة (فاس) العريقة في المغرب يظهر وجه الشاعر محمد بنيس، وتنهض شعريته المعبئة دوماً بحب تلك المدينة التي نبت فيها،
...>>>...