الثقافية - علي بن سعد القحطاني
تتزامن أنشطة المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) وفعاليات معرض الكتاب الدولي بالرياض عادة في وقت واحد في الأسبوع الأول من الفصل الدراسي الثاني (دائماً ما يصادف بداية شهر مارس).. وفي تضارب موعدهما يحصل اللبس أمام النخبة والعامة لحضور المهرجانين معاً.. وفي هذه السنة ولأول مرة رُحّلت الأنشطة الثقافية للجنادرية من مكانها الدائم وعلى مدى أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً في قاعة الملك فيصل بفندق الإنتركوتتننتال إلى قاعة المحاضرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وحققت الجنادرية في بدء دوراتها الأولى تميُّزاً في خطابها الثقافي.. وهذا الوهج بدأ يخبو في الدورات الأخيرة من خلال الإصرار على استضافة الشخصيات نفسها ومناقشتهم لأفكار سبق طرحها واستطاع معرض الكتاب الدولي بالرياض لهذا العام أن يتفوق على المهرجان الوطني للتراث والثقافة من خلال تنوع أنشطته المنبرية، حيث امتلأت القاعة بالحضور على نحو ما حدث في استضافة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي والمفكر محمد عابد الجابري.. وهنا نتساءل (لمجرد سؤال!) أنه ما دام أن المناسبتين تتزامنان في وقت واحد فلِمَ لا تندمج الأنشطة الثقافية بين الجهتين وحينها يزداد وهج الجانبين في استضافة رموز الثقافية الوطنية (تكريم شخصية ثقافية سعودية) واستضافة الأعلام من المشرق والمغرب.