لم أكن أتوقع أن تتحول التقنيات الحديثة في مجال التواصل بين المبدعين إلى أدوات للتجريح والإساءة للآخرين خصوصاً بين أهل المهن، وبهذا الأسلوب الغريب، إلا بعد أن تلقيت اتصالاً من أحد الزملاء يحذرني ويحتسب فيمن له هدف في تشويه سمعتي الفنية بين الزملاء والزميلات. ولم أجد فيما مضى وواجهته من معاناة استغلال اسمى وعنوان إيميلى، وذلك بإرسال رسائل إلى الزميلات على إيميلاتهن باسمى، بل ما وصلت إليه الحال من أن أتلقى رسالة أقل ما يقال عنها (وضيعة) بعنوان نصيحة تعرض فيها لشخصي، وذلك بعد ظهوري على التلفزيون السعودي ببرنامج ناجح موقع باسم زميل أكن له كل احترام وتقدير والذي عندما أعلمته وصوتي مختنق بالكلمات ودموعي تملأ عيني طلب منى أن لا أكمل ما أقرأه عليه من كلمات يقشعر لها البدن. نصحني الزملاء والزميلات بأن أتجاهلها لثقتهم في شخصي هذا جانب. والجانب الآخر أنني فوجئت بأن بعضاً منهم قد واجه المعاناة نفسها. ولكن ما فوجئت به قبل أيام من اتصال من زميل يشير بأن لديه رسالة عبر الإيميل جاءت من قبل موقع لمجموعة فنية معروفة بين التشكيليين يحمل عنواناً لرسالة بعثت بها إلى هذا الموقع تتضمن فلسفة فنان من خلال صور في غاية الروعة لأعمال فنان سريالي مزج الرمال والطيور الحقيقية مع رسومات تحتوي عناصرها على شجر وقطرات دموع وطيور. ولكن ما وصل زميلي صور أخرى بنفس عنوان المجموعة معاد إرسالها باسمى كمرسل، تضمنت صوراً مغايرة لا مجال لذكرها أصبحت بها ضحية لمن انتزع الله من قلوبهم الدين والأدب والأخلاق ضعاف النفوس المرضى بما سعوا به لتشويه سمعة زميلة لهم. نعم أقول زميلة لأنه ليس لأحد مصلحة في أن يفعل هذا غير أحد منا -للأسف- ولا يعلم أحد غير الفنانين ولا يتابع مثل هذه الروابط إلا من هو بالمجال التشكيلي ولديه مقدرة أو لديه من لديه مقدرة على اختراق الإميلات واستغلال التقنيات في أذى الناس. وإذا كنت هذه المرة لم أتحمل الأمر وسأصل به إلى الجهة المعنية بأخذ حقي فإنني أحذر الزملاء لمثل هذا التصرف وأخذ الحيطة، فالذي حدث لي ما هو إلا بداية لمن تسول له نفسه إيذاء الناس والتعدي على حقوقهم، وهو أمر لا يؤيده عاقل، والمطالبة بالعقاب حق من حقوقنا الإنسانية التي لابد وأن تحترم وتصان، وليس لأننا أصحاب ثقافة وإبداع ومعروفين إعلامياً ونبرز وطننا بصورة جميلة ونمثل بلدنا الغالي علينا جميعاً محلياً ودولياً نستحق بأن يستغل هذا الظهور المحترم.
هدى العمر
فنانة وكاتبة تشكيلية