أفخر بتواصل الفنانين والفنانات الشباب من خلال المكالمات والبريد الإلكتروني، وأستشعر فيهم الرغبة الجامحة في التنوير التشكيلي إذا صح لنا التعبير، لتنوير مجتمعنا الذي غالبيته لا تستشعر الفن كلياً أو تتذوقه إلا من عين تنتمي إلى القرن التاسع عشر وأوائل العشرين ميلادياً.
وبينما نكاد نتجاوز العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أنه لازال البعض يتباهى بأعماله التأثيرية أو السريالية!، أو التسميات والتقسيمات التي لا تمت إلى تاريخ الفن بصلة، ولا تدل إلا على جهالة فكرية لا تنتمي إلى القالب المحدث في الفن الذي يعد أحد أهم الجوانب الثقافية لصيغته البصرية التي تكاد تطغى على الأنواع الأخرى من الثقافات.
وفي المقابل يعترينا بعض الأمل في مجموعة من الشباب والشابات اللذين يعملون بحماسة لتجديد الفن محلياً والارتقاء به لمستوى يتوافق مع الفكر العالمي في ظل التداخل الثقافي، أو ما يسمى بالعولمة، فهم يعلمون أن المتلقي ليس سعودياً فقط إنما ينتمي لجنسيات وثقافات مختلفة، ويملك عينا وخبرة تجعل العمل الفني يمر عبر عدة اختبارات ومقاييس أثناء التقييم البصري، ولا يعذر الفنان كونه خارج حدود الحداثة، فالمتلقي يعلم أن الفنان اليوم يستطيع مجاراة الحداثة لسهولة الاتصال والتواصل، على عكس ما كان عليه الحال في السابق. قد يقول قائل ولكن تخلفنا شامل فما زلنا شعباً مستهلكاً أبعد ما يكون عن صناعة سياراتنا وألعاب أطفالنا بل وحتى أحذيتنا (أكرمكم الله)، لذا لا تفرق معنا إذا تخلفنا تشكيلياً أيضاً!!.
ولكن وحيث إن التجديد في الفن في وقتنا المعاصر لا يعتمد على عملية النقل والتقليد ومهارة اليد كلياً، بل أصبحت هذه أدوات فقط يستخدمها الفنان، فإن المبدع هو الذي يبتكر فكراً محدثاً من خلال عمله الفني، وعملية الإبداع الفني أو الابتكار ليست بالعملية الهينة، وصاحبها ذو نزعة إبداعية تعتمد على التفكير الابتكاري والذي إذا ما انتشر وتمت تنميته قد يساهم في تحويلنا من مجتمع مستهلك ناقل إلى مجتمع مفكر ومبتكر ومن ثم منتج. لذا علينا مسايرة التجديد في الفن وتشجيع أصحابه بل يجب أن نرتقي بثقافتنا البصرية كي نفهم ونستشعر ونتذوق هذا الفن.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض
msenan@yahoo.com