الاختلاف وليس الخلاف مطلوب في كل جوانب الحياة لإثرائها واجتراح الجديد في مناحيها، والاختلاف في الشأن الثقافي - تحديداً - هو الذي يحرك ويحيي المشهد الثقافي قديماً وحديثاً!.
والمعارك الأدبية وأحب أن أسميها ((المساجلات)) الأدبية كانت حصيلها مجلدات وكتباً أدبية وفكرية لازلنا نقرؤها ونفيد منها.
من هنا كانت نظرية الاختلاف الأدبي التي حدثت قبل سنوات بين الرائدين د. حسن الهويمل ود. عبدالله الغذامي..!
ولعل الجميل أنه بعد سنوات الاختلاف لم يبق ذلك أثراً في علاقتهما.. كل واحد منهما يحترم الآخر رغم أن الاختلاف الأدبي حول مسألة الحداثة مازال قائماً!
لقد سعدت عندما قرأت مؤخراً لقاء مع د. حسن الهويمل في عدد ذو القعدة 1429هـ من مجلة ((الإسلام اليوم))، فعندما سئل الهويمل عن علاقته بالغذامي وعن نهاية المعركة بينهما فقال: ((انتهت بالتعاذر والتعايش.. الأخوان الكريمان الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية والأستاذ عبدالفتاح أبومدين جمعا بيني وبين الدكتور عبدالله الغذامي، في محاولة لتصفية الأجواء واحتواء الخلاف، وقد كان، ومن قبل ومن بعد أكن للغذامي كل الاحترام وإن كنت أختلف معه كثيراً وليس من المصلحة أن نتفق على حساب القضايا)).
ونقل الهويمل عن الغذامي أنه سبق أن قال عنه: ((أختلف معك مائة مرة لكني أحترمك مائة مرة)).
والاحترام بين هذين الرمزين هو قيمة الخلق وتاج الاختلاف!.
هكذا اختلاف الكبار وليس خلافهم.
إنه اختلاف ثقافي موضوعي
وليس خلافاً ذاتياً باقياً.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 5009 ثم أرسلها إلى الكود 82244