وأنا أهم بدخول مكتبي سلم لي أحد الشباب هذه الوريقات بيد مرتعشة وأندس وسط زحام الطريق!
تقول الحكاية: فتاة بعمر الزهور هي من بلادي من موطن الحب من رائحة الشيح والعرار والخزامي هي لا تشكو من شيء إلا من أنها فقدت الحب فجأة قطعوا الدم عن قلبها جف الأمل، واختفى البريق من عينيها - إنها تعيش أيامها سدى بلا شوق وبلا رغبة بلا طعم.. إنها تبحث عن العز وعن الحب الضائع تبحث عن الحنين، لقد خرجت من أيامها وهي لا تساوي لديها أي شيء هي لا تهتم إن غضب الناس أو فرحوا، إن نزل المطر، أو اشتد الحر تساوت لديها الأشياء والألوان, وهي تبحث عن الحب, الحب النقي. الحب الذي يعمر القلب والأمل! والبسمات من يعيد هذا الحب الهارب إلى القلب الصغير، من يحرك هذا القلب الوادع ويعطيه دفقات الحياة والإشراق.
تقول إنها ليست حزينة وليست سعيدة هي كالطير المعلق في الهواء ترنوا إلى لحظات غير اللحظات وإلى آفاق غير الآفاق هي لا تدري كنه هذا الذي حدث لمشاعرها أو لونه أو طبيعته ولكنها تصر على أنها ماتت - ماتت كالوردة الممتلئة بالعطر والعبير، هي ماتت بكل بساطة، فمن يعيد إليها الحياة من جديد، أين من يحمل إليها ذات صباح مع شروق الشمس دفقة الأمل وبشرى الحب المسافر!!
ما أقسى أن تموت الأشياء الجميلة في حياتنا خاصة إذا كان الميت أكثرها جمالاً، وهو القلب الذي يولد الحب الذي لا نفهمه كما تفهمه هذه الوردة المورقة التي تبحث عنه في لحظات الوحدة التي تحرقها وفي ساعات الذكرى الذاهبة أبداً. وفي أهداب النجوم!!
قال ذلك الحكيم: حيرتني هذه الإنسانة في حديثها عن الحب أيتها الفليسوفة الصغيرة، إنني لم أفهم ماذا تريدين بعد؟!
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض