«1»
(المواطن الذي تقول صحيفة الوطن إنه قام بصناعة تليفريك لنقله هو وابنه إلى المستشفى يجب معاقبته)..
نعم يجب معاقبة هذا الرجل على هذا التصرف الغريب..
أعلم أن طرحا كهذا قد لا يعجب الكثيرين.. لكن دعونا نتحدث بهدوء..
هل من واجبات الحكومة أن توصل الكهرباء والإسفلت لرجل يصر على العيش وحيداً في رأس جبل؟
هل من واجبات الحكومة أن تفتح مركزاً صحياً لرجل يتعلّق وحيداً هو وأطفال في رأس جبل؟
على ذلك لن تنتهي الحكاية وستنصرف الحكومة لهذه الحالات الغريبة وتدع التجمعات السكانية الحقيقية والقرى والمراكز..
الأمثلة كثيرة.. هل من حق مواطن يسكن بمفرده في قلب الصحراء ولا يمتلك سيارة أن يخرج ويقول إن أبناءه يقطعون يومياً عشرة كيلومترات سيراً على الأقدام ويريد من وزارة التربية أن تفتح مدرسة لأبنائه، ويبدأ بتهييج مشاعر العامة؟
هل من حق مواطن يعيش في أحد بطون الأودية السحيقة أن يطالب وزارة النقل بإيصال الإسفلت للمكان الذي يسكن فيه؟
هذه أمور غير منطقية.. يجب أن يعاقب فاعلها ويؤخذ على يده، لأن ضرر هذه الأفعال متعدٍ إلى الغير..)
هذا جزء من مقالة الأستاذ الكاتب صالح محمد الشيحي التي نشرت بتاريخ 27-12-2008 تحت عنوان (معاقبة صاحب التليفريك).
وبقدر ما آلمني ما وصل إليه حال مواطن يعيش في بلد غنية بالنفط أدهشني رأي أخي صالح! وبالمناسبة هذا لم يكن رأياً هذا جلد وجلد لإنسان جلدته الحياة والظروف الصعبة، أيعقل يا أستاذ صالح أن تقف هذا الموقف من إنسان محتاج وتترك المسؤول عن المنطقة وأنت الذي عودتنا على مساندة صاحب الحق؟! أيعقل أن تترك الميسورين في تلك المناطق دون أن توجه إليهم ولو سؤالاً صغيراً عن عدم مساعدتهم لمحتاج يجاورهم؟ كيف تطلب من هذا الرجل السكن في أرض منخفضة وأنت لا تعرف إن كان يستطيع امتلاك منزل على الأرض أم لا؟ وهل تعتقد يا أخي صالح بأن هناك إنساناً يستطيع العيش كباقي البشر في العالم ويرفض؟ لا أحد يريد أن يتعلق بين السماء والأرض مع أبنائه في صندوق خشبي (يتأرجح) معرضاً نفسه وأبناءه السقوط في أية لحظة إلا إذا كان مضطراً إلى ذلك (مضطر يا أستاذ صالح).
وكما يقال (الذي يده في الماء البارد ويتحدث ليس كالذي يده في النار ويصرخ) ومع ذلك ورغم الألم الذي يعيشه ذلك الإنسان والحاجة والفقر إلا أنه لم يمد يده ويشحذ سيارة أو يتوسل المسؤولين بتوصيل ابنه المعاق إلى المستشفى بل قام بعمل ما يحفظ كرامته وعائلته، أما الباقي فعلى المسؤولين عن تلك المنطقة.. عليهم أن يتحركوا لإنقاذ ذلك المواطن قبل أن يهلك ومن معه وأتمنى منك يا أستاذ صالح أن تتابع حالته وأن تحث المسؤولين على الالتفات إلى المواطنين الذي يقبعون تحت خط الصفر، هكذا عودتنا وهكذا نأمل أن تكون دائماً.
وقد تمنيت لو أنك أرفقت رقم حساب ذلك الرجل - إذا كان عنده رقم حساب في بنك - كي يتبرع له القراء ولو بخمسين ريالاً!!.
«2»
أما الأخت سهام القحطاني فقد كتبت في مقالة نشرت لها في الجلة الثقافية بتاريخ 29-12-2008 وكانت موجهة إلى الأستاذ عبدالمحسن القحطاني رئيس النادي الأدبي بجدة، هذه المقالة جاءت فيها فقرة استوقفتني وهي فقرة من الغريب أن تصدر من مثقفة تقول الأخت سهام: (لم أصب بالدهشة لأن عبد المحسن القحطاني رجل بدوي في المقام الأول قبل أن يكون مثقفاً ومعايير الأمور عنده تنطلق من تلك البداوة التي ما زالت تؤمن بالتمييز ضد المرأة).
باختصار شديد يا أخت سهام إذا كان الأستاذ عبدالمحسن القحطاني أخطأ مرة فقد أخطأت أنت ألف مرة عندما قذفت البدو بالتخلف مع احترامي الشديد لك؛ فالبداوة ليس لها علاقة برأي صدر من شخص لم يعجبك لتقولي (لم أصب بالدهشة لأنه بدوي) وكان الأجدر بك يا أخت سهام أن تخاطبيه دون إهانة الآخرين سواء كانوا يؤمنون بتولي المرأة مناصب قيادية أم لا خصوصاً وأن التعميم في مثل هذه الأمور يظلم شريحة كبيرة جداً من الخليجيين (البدو) الذين تخطوا مرحلة التمييز ضد المرأة منذ زمن بعيد كما أنه يظلم والدك (القحطاني البدوي)!.
دبي
amerahj@yahoo.com