انشغل الأستاذ الدكتور حمزة المزيني - في السنوات الأخيرة - بمشروعات كتابية شبه متخصصة يمكن إدراجها تحت عنوانين عريضين هما: إثبات الهلال بين الرؤيتين: العلمية، والبصرية، ومناقشة الثقافة المتشددة - كما تسمى - ويندرج في إطارها مساحات واسعة من الأفكار المتصارعة منذ زمن الصحوة وحتى ما بعد أيلول 2001م.
وقد أحسن المزيني حين جمع مقالاته الصحفية المتصلة بهذين الموضوعين الكبيرين في كتابين صدرا من شركة الانتشار العربي في بيروت، الأول: (الأهلة: شهود المستحيل) وهو عنوان كافٍ للدلالة على رفض المؤلف فكرة الاعتماد على الرؤية البصرية وحدها.
أما الثاني فهو (ثقافة التطرف: التصدي لها والبديل عنها) فمثل - كما قال المزيني - مدى اتساع هامش الحرية الفكرية والتعبيرية ما خلق مساحات مفتوحة للصراحة والمكاشفة والشفافية في نقاش القضايا الفكرية والدينية التي تختلف الاجتهادات المشروعة فيها.