6.تحل
* الثقافية- القاهرة - عتمان أنور:
كشفت الأديبة ميرال الطحاوي جوانب كثيرة كانت خافية في مسيرتها الإبداعية إلى وقت قريب، كما ألقت الضوء على مسيرتها الشخصية والتعليمية، وذلك في الندوة التي عقدتها جمعية النقد الأدبي بالقاهرة لها مؤخراً.
قالت ميرال: إن الأديبة غادة السمان والكاتبة نوال السعداوي كان لهما تأثير كبير في تغير مسار حياتي، ففي البداية كان حلمي أن أدرس بالجامعة لأنني أعتقد أن الإنسان يفقد الكثير من تجربته إذا لم يلتحق بالجامعة، ثم بعد إنهاء الجامعة حاولت الالتحاق بالدراسات العليا لكي أتعرف على الأدب العربي في العصر الحديث عن كثب، وقد تأثرت في هذا بالكاتبة غادة السمان التي كانت نموذجاً لي في التمرد. وبعد حصولي على الماجستير كتبت مجموعتي القصصية (ريم البراري المستحيلة)، واعتقدت في ذلك الوقت أن الكتابة تحتاج إلى الإقامة في القاهرة وأنا لم أكن أقيم فيها مثل الكاتبات في ذلك الوقت كنوال السعداوي التى كنت أتابع ما تكتبه بشدة، وسألت نفسي ماذا يمكن أن أكتب وأنا فتاة قروية لم أتعرض لتجارب كثيرة في حياتي، وقررت أن أكتب ما أعرفه، فالإنسان هو ابن تجربته، ولذلك كتبت عن الأسرة الداخلية والعلاقات بينها وحياة السيدات في القرى، وهكذا بدأت مشروعي الروائي. وأضافت: كنت أعتقد أنني أكتب عن أشياء خيالية أو فنتازية، ولكن الواقع في أحيان كثيرة يكون أكثر خيالية، ولكن اخترت الكتابة في هذه المنطقة الكتابة عن نفسي وعن الفتاة التي تحارب للتخلص من التقاليد الغربية المفروضة عليها، وهذا هو عالمي الروائي.
وعن تناول النقد لأعمالها قالت: إنني كلما أصدر رواية يقول النقاد إن هذا العمل سيرة ذاتية، وقد كان يغضبني ذلك في الماضي وأعتقد أن هذا يرضي شغف الرجال لمعرفه شيء خاص من حياة المرأة، ومعظم النقاد من الرجال الذين يقرؤون للمرأة يسألون عن تجاربها وخبراتها، ولهذا فقد كتبت في أعمالي بزمن غير محدد وذلك لعدة أسباب، الأول حتى لا يتم إسقاط العمل علي، والثاني أن الزمن في القرية غائم وطويل.
وعن اللغة في أعمالها قالت: أشعر أنني كان يمكن أن أكون أبسط مما كتبت لأنني على الأقل أواجه مشكلة في الترجمة، فألفاظي قد تكون صعبة لقارئ لا يعرف الخلفية العربية لهذه الألفاظ، وأتذكر أنه عند ترجمة أحد أعمالي أرسلت لي المترجمة 40 صفحة بكلمات لا تفهمها.
وعن وجود ما يسمى بالأدب النسائي قالت: كنت أخجل من مصطلح أدب نسائي، وقد يكون ذلك لأن الكلمة ليس لها مدلول لطيف وتدل على أنه يمكن التعرض للقضايا بشكل سطحي ورديء ولذلك كنت أنكر وجود كتابة نسوية، ولكن بعدما نضجت لم أعد أخجل من هذا المفهوم بل وسعيت إلى تصحيحه.
وعن أحدث مشروعاتها قالت: أعمل حالياً على إنجاز كتاب بعنوان (افتحوا لي العالم)، أتحدث فيه عن نفسي وأكتب من دون خوف من تاريخي الشخصي أو أي محاولة للإسقاط على سيرتي الذاتية، فالمجتمع عندما يكون متحفظاً تكون الكتابة نوعاً من الفضيحة خاصة وأن تاريخ المرأة لم يشهد كتابات من هذا النوع، والأكثر من ذلك إنني من أصول عربية أو كما يطلقون علينا في محافظتي الشرقية (عرب) ووجدت أن تاريخ هذه القبائل يدل على الفسيفساء الكبيرة في حياتنا، فنحن عندنا الفلاحون والبدو والعرب وغيرهم.