خذل ملتقى أدبي جازان للشعر تكهنات من رأوا أنه مجرد (تجميع غبي) بعد أن قوبل بحضور جماهيري كثيف، مثلما حفل بالعديد من الفقرات والبرامج المتنوعة..

البعض يرى أن من أطلق هذا الوصف (تجميع غبي) هم من زملاء (التعيين) في الأندية الأدبية الأخرى.. تلك التي إن لم تكن (ميتة) فأنشطتها تكتفي بحضور المشاركين فقط، وربما بعض أعضاء مجلس الإدارة..

د. محمد حبيبي.. عضو مجلس الإدارة، أحد أبناء جازان البارزين قال ل(الثقافية): لانزال نحتفل هنا في جازان بنجاح ملتقانا الشعري على الصعيد الجماهيري؛ فحضور ما يزيد على ألف حاضر على مدى 3 أيام يعد منجزاً في كسر نخبوية النادي باعتباره توجها لشريحة كبرى في المجتمع يندر تكرارها في كثير من الفعاليات النخبوية التي تنغلق على أصحاب الأوراق المقدمة في الندوات وبعض منسوبي النادي..

أن تتاح الفرصة لأكثر من 27 شاعرا وشاعرة فهذا علاوة على كونه منجزا إبداعيا كميا وكيفيا فهو يمثل فرزا أوليا للأصوات وتبادل الخبرات والتجارب، خصوصا أن تلك التجارب كانت متنوعة ما بين العمودي والتفعيلي والنثري..

أن يكون معدل أعمار الشعراء المشاركين يتراوح بين من تجاوز الستين إلى من لم يتجاوز العشرين.. فانظر كم هي الخبرات التي تقدم ما بين شاعر ستيني لشاعر عشريني.. من خلال شاعر حداثي منفتح على كل الأطياف.. إلى شاعر منغلق على شكل شعري واحد.. إضافة إلى الجلسات النقدية التي تضع من كل تجربة أمام المتلقي المبدع المتلقي العادي.. هذا الحراك الإجمالي على مدى 3 أيام له تأثيره الوقتي الحالي.. وأثق تماما في أنه سيكون له تأثيره بعيد المدى.. في السنوات المقبلة..

أما من يقول عن الملتقى بأنه مجرد (تجميع غبي) أو غير ذلك مما سمعناه فهذا سلوك لا ينم عن وعي ثقافي أو حضاري يتوافق وأطروحات ما بعد الحداثة التي تجاوزت نخبوية الحداثة، وكون أصحاب هذا التوجه هم الأوصياء على ثقافة المجتمع. أيضاً ما الذي أجبر صاحب هذا القول على الحضور.. وإن لم يكن من المحظور فهي تظل وجهة نظر، الواقع تكفل بالرد عليها.. ومن حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه.. وهات تظاهرة عربية واحدة تم الإجماع على نجاحها.. أنا شخصيا لو تسنى لي إعادة الملتقى مرة أخرى لكان على نحو مختلف عما كان عليه.. فالتنظير للتجربة أو عن التجربة يختلف عن سيرورة الواقع، وأصحاب رؤية التجميع الغبي هم من يودون غلق الفعاليات الثقافية على النخبوية.. فما الذي أجبر الحضور على متابعة فعاليات الملتقى لأربع ساعات ليلية وحتى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل.. علماً أنه لم يكن هناك أي حوافز للجمهور باستثناء الأطياف الإبداعية المختلفة التي خرجت عن بوتقة النخبوية إلى مصافحة الناس جميعاً..