إعداد : محمد المنيف
ما تتمتع به الساحة التشكيلية السعودية من حضور كبير للفنانات التشكيليات يجعلنا متفائلين بمنافسة إيجابية في مضمار هذا المجال الثقافي الهام الذي أكدت فيه المرأة قدراتها ومواهبها للمساهمة في ارتقاء ذائقة المجتمع، فقد شهدت الساحة التشكيلية في الفترة الأخيرة تطوراً كبيراً في مكتسبات الأداء والثقافة نتيجة ما منح للمرأة الموهوبة في الفنون التشكيلية من فرص التخصص وتلقي المهارات حصلت العديد من التشكيليات فيها على مؤهلات أكاديمية سهلت لها استمرار تحقيق الطموح فأصبح عدد من يحملن درجة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس في التربية الفنية وفي تاريخ الفن والنقد الفني في تزايد. هذا الواقع الكبير في العدد ومستوى الثقافة مع ما يتبع ذلك من أعداد ممارسات الفن من المشاركات في المعارض من غير المتخصصات اللائي يسرن بشكل متواز مع الأخريات, يعني أننا أمام مرحلة من استخلاص وتصفية ستبقي للساحة كم كبير من الفنانات التي يفتخر وينافس بهن الوطن على المستوى العالمي.
مسابقة خاصة:
من هنا يمكن لنا أن ندخل في ما نحن بصده وهو المعرض الرابع للتشكيليات، الذي أقر ونفذ له مسابقة خاصة استجابة للمطلب المنطقي والطبيعي بأن يكون للتشكيليات عالمهن ومحيطهن الذي لا يشاركهن فيه الرجل كمنافس مثلما كان في المسابقات التي يشارك فيه الاثنان ويأخذ فيها الرجل نصيب الأسد في الجوائز، إذ لم نسمع فوز أي فنانة بجائزة أولى في كل المسابقات المشتركة. إذاً فهذه المسابقة المتخصصة والمخصصة للتشكيليات تحمل إشارة القناعة وإحقاق الحق لهن.
نتائج المسابقة الرابعة:
من جانبه فقد أعلن مدير عام النشاطات الثقافية بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية الأستاذ صالح بن علي الماجد في تصريح للصحف أن الإدارة تعد لإقامة المعرض الرابع للتشكيليات خلال شهر صفر القادم 1429هـ بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي، مشيراً إلى أن لجنة مقتنيات المعرض الرابع للفنانات التشكيليات قد انتهت من تقييم المسابقة الخاصة به واقتناء الأعمال، مضيفاً إلى أنه تقدم للمسابقة سبعون فنانة تشكيلية سعودية من مختلف مناطق المملكة بلغ عدد الأعمال المشارك بها ثلاثمائة وعشرين عملاً فنياً تشكيلياً بفروع ومجالات الفنون التشكيلية كافة. وجاءت الأسماء الفائزة النحو التالي: حميدة السناني، غادة عيسى، أمل فلمبان، حياة مغربي، خلود البقمي، عواطف آل صفوان، هدى الجبلاوي، تغريد الجدعاني، أمينة الزهراني، إيمان حبيب، سارة الوشمي، مسعودة قربان، منى القرني، إيمان الجبرين، داليا اليحيا.
أعمال للعرض:
كما أشار الأستاذ الماجد إلى أن الجنة الفنية اختارت عدد (100) عمل تشكيلي لعرضه في المعرض لمستواه الفني الجيد. للفنانات: ريم الباني، ومهدية الطالب، وصالحة الأحمري، وسوزان اليحيى، وندى الجريان، ووسمية العشيوي، ومنيرة الرويشد، وصيته الحويل، وحنان الهزاع، وغادة الربيع، وخديجة الغامدي، وعزيزة موسى، ونهى الشنيفي، وخلود عسيري، ونادية الحميد، وجمانة باكير، وفوزية الخميس، وإرم المالكي، وحنان حلاواني، وفاطمة حسنين، وندى الركف، ومشاعل الوزري، وبدرية الوهيبي، ومنال الرويشد، ونوال الثبيتي، وشريفة العمري، وفوزية المطيري، ومريم العيسى، وهبة الوقداني، وحنان الحارثي، وحياة الغامدي، وليلى نصر الله، ونورة النهاري، وابتسام المطلق، وفاطمة التميمي، وريم الفرم، ووديان مفتاح، وعفاف الخالدي، وهدى النبهان، واعتدال المقرن، وخلود سالم، وبدرية الناصر، وفوزية القثمي، وعبير كعكي، ورنيا الربيع، ومنى القرني، وعبير ولي، ورندة الأسود، وآلاء الروبيعة، وياسمين الشهري، وصالحة عساف، وأشجان أبوحمود، ورحاب أبورأس، وإسراء خيرو، وأريج الهزازي، وخديجة توفيق الدين، وخديجة حنش، وجوهرة الغامدي، ونوف شاكر، وأزهار الحميد، ونوال السريحي، ورنا الرصيص، وسعاد أبودية، وشارة مديني، وعبير المقرن، ولمياء مريشد، وسمر سالم، وغادة جان، وخلود السواط، وبدرية الوهيبي.
واختتم الماجد تصريحه قائلاً.. إن إقامة هذا المعرض يأتي في إطار اهتمام وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة الشؤون الثقافية بالحركة التشكيلية ودعم الفنانين والفنانات في مختلف مناطق المملكة.. مشيراً إلى أن المعرض يهدف إلى إثراء الفن التشكيلي النسائي وتأكيد دورهن في الحركة التشكيلية. مضيفاً إلى أن الإدارة ستمنح الحاصلات على جوائز اقتناء شهادة تقدير، ولكل المتقدمات للمعرض شهادات مشاركة، واستعادة جميع الأعمال باستثناء المقتنيات لأصاحبها بعد المعرض بإذن الله.
تواضع في العدد وغياب أسماء:
مع ما تشهده الساحة في أعداد التشكيليات المعروفات منهن أو الملتحقات بأقسام التربية لفنية إلا أن الإقبال على هذه المسابقة ما زال محدوداً، فقد شهدت المسابقة الأولى عدداً لا يتعدى العدد الذي تقدم للمسابقة الرابعة، كما جاء في الخبر أعلاه الذي تم نشره أيضاً يوم الخميس الماضي في الصفحة التشكيلية بالجزيرة وأشير فيه إلى أن عدد المتقدمات للمسابقة سبعون تشكيلية لا يمثل إلا نصف العدد المتوقع مشاركته في ظل الكم الكبير منهن على الساحة. وقد يكون لهذا النقص أسباب عدة منها خوف البعض من عدم الفوز نتيجة رهافة الإحساس وعدم تحمل النتائج أو عدم القناعة بأسلوب التحكيم أو أن الكثير لا يتابع الإعلان عن المسابقة لانعدام سبل التواصل بين الجهات المعنية وبين التشكيليات. وهذه كلها أسباب غير مقنعة فقد سعى المعنيون بالمسابقة في وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام إلى نشر الدعوة عبر رسائل الجوال والمواقع التشكيلية والصحف.
أما الجانب الآخر الذي يدفعنا لطرح علامات استفهام فهو في غياب بعض الأسماء المعروفة والمتوقع فوزها مع أن الأمر غير ملزم بفوزهن، فقد تأتي أعمال أفضل لجيل جديد تستحق الفوز وهو أحد أهم أهداف المسابقة، فإذا عدنا لاستعراض بعض الأسماء في المسابقة الأولى عام 2002م لوجدنا حضوراً جيداً لبعض الأسماء.
التشكيليات وتدعيم مسيرتهن:
إن مثل هذا التوجه والاهتمام ما يوجب على التشكيليات التفاعل معه والبحث عن تقويم الأخطاء فيه ليستمر التواصل وليكبر حجم الدعم وليجد المسئولون أن اتخاذهم لهذا القرار في إقامة مثل هذه الأنشطة يجد قبولاً وتفاعلاً من قبل التشكيليات، لا أن نجد التراجع والابتعاد دون تقديم الرأي والمقترحات لتطويره.
التشكيل النسائي
مصدر فخر للجميع:
لقد حققت الفنانة التشكيلية السعودية حضوراً فاعلاً محلياً ودولياً وكان لمشاركتها في العديد من المناسبات التشكيلية ما يجعلنا نفتخر بها وبما تشكله من مصادر اعتزاز لفتت فيه أنظار النقاد العالميين وأكدت فيه التشكيلية السعودية أنها لا تقل بأي حال عن الأخريات بل إن لديها من القدرات والإمكانات ومصادر الإبداع ما يكفل لها النجاح ويميز إبداعها من بين العطاءات الأخرى عوداً إلى أصالة منابع استلهامها وتقيدها بمبادئها وقيمها. لهذا وجدت الاحتفاء والاحتفال في كل معرض أو مشاركة تشرف عليها وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام.
الاسم لا يعني الاختلاف:
قبل ختام هذا الاستعراض للمسابقة الرابعة للتشكيليات نود القول إن التسميات التي تتردد في المقالات أو الأخبار في جانب إبداع المرأة والإشارة إليه بجنس المؤدي كأن نقول معرض التشكيليات أو الفن النسائي لا يعني التمييز بين إبداع الجنسين، فالفنون على مختلف فروعها والثقافة بكل روافدها لا يمكن فيها تمييز المنتج بناء على مؤديه بقدر ما يشترك الاثنان في كل خواصه وعناصره بل إن هناك من الأعمال الفنية الصعبة المراس التي يعتقد البعض أنها من خصوصيات الرجل كالنحت أو تشكيل الحديد وغيره لا يمكن للمرأة تنفيذها أو التعامل معها قد برز فيها الكثير من التشكيليات على المستوى العربي والعالمي، لكن الأمر لا يخلو من بعض السمات أو الملامح التي تتميز بها أعمال بعض التشكيليات والسعي بسبل التعبير الرقيقة المرهفة في الخطوط والألوان واختيار العناصر، قد نفتقدها في أعمال الفنان الرجل التي تظهر أعماله أكثر صلابة وجرأة في الأداء.