كم أحبّ البلاد
الشوامخ تحتضن السّحْبَ
والبيد تلتفّ حول النجادْ
نجد هبّ الصّبا فانتشى واستعادْ:
ألا يا صَبا نجدٍ متى هجت من نجدِ
فقد زادني مسراك وجداً على وجدِ
سقى الله نجداً والمقيم بأرضها
سحاباً غوادٍ خالياتٍ من الرعدِ
بكيتَ كما يبكي الوليدُ ولم تكن
جزوعاً وأبديتَ الذي لم تكن تبدي
هل شفاك الوصال؟!
بكلّ تداوينا فلم يُشفَ ما بنا
على أنّ قربَ الدارِ خيرٌ من البعدِ
على أنّ قرب الدارِ ليس بنافعٍ
إذا كان من تهواه ليس بذي ودِّ
كم أحبّ البلاد
بكّتها،
والمدينةَ،
طائفَها
والسحابةَ تبكي فيضحكنا الدّمع
منها سلامٌ
ومني السلامْ.
كم أحب الجياد
حيث شئنا أقمنا وسدنا
أنشدي شعر أجدادنا يا شآم:
عطّري الوقتَ، هاتي من الغيم شدو يزيد:
نالت على يدها ما لم تنله يدي
نقشاً على معصمٍ أوهت بهِ جلدي
سألتها الوصل قالت لا تغر بنا
من رام منا وصالاً مات بالكمدِ
- قد نسيتُ الأنيسة يا سيدي!!
أنيسةٌ لو رأتها الشمس ما طلعت
من بعد رؤيتها يوماً على أحدِ
- بل نسيتُ المطر!!
وأمطرت لؤلؤاً من نرجسٍ وسقت
ورداً، وعضّت على العنّابِ بالبردِ
هل صبرتَ على كيدهم يا ابن آل النبي؟!:
إن يحسدوني على موتي فوا أسفي
حتى على الموت لا أخلو من الحسدِ
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5182» ثم أرسلها إلى الكود 82244