سعدت بحضور العرض الذي أقيم في مدارس نجد في الرياض بمناسبة اليوبيل الفضي على إنشائها، وما أسعدني هو أن لتلك المدارس تاريخ ملموس في تقديرها لأهمية الفنون ودعمها لمواهب طلابها وطالباتها حتى تفوقوا في جميع التخصصات فأصبحت صفوف الانتظار تمتد طويلاً لمن يرغب في الالتحاق بالمدرسة.!
عودة للمعرض! المعرض جمع أعمالاً فنية تم تنفيذها خلال سنوات عديدة وليست وليدة سنة دراسية واحدة أو فصل دراسي واحد، وهو يتناسب مع فكرة الاحتفالية، كما أنه معقول نسبة للكم والكيف المعروض!، وقد تم تحقيق عدد من الأهداف التي تسعى مادة التربية الفنية لها، منها مثلاً التعرف على الحضارات بحيث أقيمت أجنحة لكل حضارة كالحضارة المصرية القديمة والحضارة الصينية واليابانية إضافة إلى جناح لبنان وجناح المملكة العربية السعودية، فتعرفت كل من الطالبة الممارسة من خلال العمل وتلك التي شاهدت العرض تعرفن على سمات تلك الحضارات وخصائصها بأسلوب شيق، بل ذكرت لي المعلمة أن جناح الفن الياباني كان من خلال ورشة عمل مع السفارة اليابانية بحيث ترددت الموظفة في الملحقية الثقافية اليابانية (ميسوزي اوهارا) على المدرسة وقامت بتقديم عروض ثقافية وتوزيع مطبوعات عن تلك الثقافة المغيبة إلى حد ما عن نطاق معرفتنا.
أيضاً كان هناك تطبيق لتدريس تاريخ الفن بأسلوب مثير بحيث عرضت مدارس الفن الحديث التي ظهرت في أوربا وأمريكا كالتعبيرية والتأثيرية والوحشية والتكعيبية وتم تطبيق تلك الأعمال بأسلوب النقل (وهي مدرسة معروفة في تعليم الفنون) ولكن عملية نقل الأعمال جاءت بخامات مختلفة لملائمة اختلاف المهارات لدى المتعلمات ومستوى الأداء، إضافة إلى الرغبة في إضافة الإثارة وعدم الشعور بالملل أثناء ممارسة العمل الفني.
من الأمور التي عكسها العرض كذلك العمل التعاوني لمعلمات التربية الفنية في المدرسة فبلا شك لولا هذا التعاون لما كان هذا المعرض بهذا المستوى، كما يعكس حرص إدارة المدرسة على تفعيل مادة التربية الفنية وأهميتها في المنهج وفي تنمية المهارات المختلفة لدى المتعلمة، وهذا لا ينعكس فقط في هذا المعرض وربما الجوائز التي يحصل عليها المتسابقون من المدرسة في مسابقة أرامكو السنوية كأضخم مسابقة محلية لرسوم الأطفال، ربما ذلك دليل آخر على هذا الاهتمام.
وأخيراً لا أستطيع أن أختم بعد ذكر تلك الحسنات إلا بالتعقيب على (سيئة واحدة) ربما أكون مخطئة فيها (وأتمنى ذلك) وسواء أكانت بقصد أم بدون قصد في تلك المدرسة أو غيرها، ذلك هو إما التغاضي عن، أو الطلب المباشر (للأسف) لتنفيذ بعض الأعمال لدى المتخصصين (الخطاطين كما نسميهم)، فيجب أن نعي أن مستوى المعروضات فنياً ليس هو الهدف الأعظم من تنفيذه في المدرسة بل إكساب الطالبة الثقة في الذات لعرض أعمالها وتقبل النقد مهما كان مستوى العمل.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244
msenan@yahoo.com
- الرياض