لا أدري من أين أبدأ وماذا أقول عن هذه الشخصية الفريدة والمتميزة بفكرها وخلقها، فهي شخصية تغنيك بالحديث من كل جانب تختاره للحديث عنها، مفكراً وعالماً، أديباً مبدعاً أو شخصية إنسانية تسعى في ركاب الخير وتستأثر بمآثره.أو مسئول حمل أمانة ما أسند إليه من مهام ومسؤوليات؟
هو ابن مكة البار بها وبأهلها.. رسم لنا صورة الحياة التي عاشها من خلال عمله الروائي الذي هو من النماذج الإبداعية الروائية التي وضع بها بصمته في الراوية المحلية (اليد السفلى)، في هذا العمل جسد لنا محمد عبده يماني الحياة الاجتماعية في مكة بزخمها وعبقها التاريخي، وكما استطاع أن يصور الحياة بصورها والأماكن كان مبدعاً في سبر أغوار شخصياته.في لقاء معه وما أكثر اللقاءات التي سعدت وشرفت بها في صحبته وصحبة فكره، كان لقاءً مختلفاً، حيث كنت أعد وأقدم برنامجاً إذاعياً لإذاعة جدة بعنوان (حوار صريح) وكان هذا الأديب المفكر الإنسان أحد ضيوف البرنامج الذين بلغوا العشرين شخصية.
أذكر أني سألته أين يجد نفسه في المجالات الإبداعية والفكرية كمفكر إسلامي أم كاتب رواية مبدع؟ فأجابني بصراحته وعفويته أنه لو لم يكن مقتنعاً بما يفكر ومؤمناً بما يبدع لما وجد نفسه فيما وجد نفسه في ذلك كله.
محمد عبده يماني نموذج متميّز في إنسانيته وشخصيته وفكره ومثال نادر للنخبة الواعية، طوال تجربتي في الوعي الثقافي والعمل الإعلامي وجدته معيناً وموجهاً وله مواقفه وعطاءاته الثقافية في نادي جدة الأدبي ونذكر كما يذكر أهل العلم والفضل في كل مؤسساتنا الثقافية والعلمية، ومنجزه الإعلامي والثقافي يعد سجلاً لمنجز الوطن، ولذوي الفضل والعلم علامات وفي اليماني اجتمعت أكثر العلامات.