الصديق العزيز والزميل الوفي والمحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين والبار بوالديه وأهله والمخلص لأصدقائه ومحبيه معالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني متعدد المواهب ولذلك يصعب الإلمام والكتابة عن مواهبه وإنجازاته وإسهاماته في كلمة قصيرة ولكن بقدر ما يسمح المجال سأكتب عن بعض منها.
أولا: يبهرك ويشد انتباهك في الدكتور محمد عبده يماني سرعة بديهيته وقدرته على خطف الأضواء وهكذا تراه صيادا ماهرا لا يترك فرصة تمر به دون أن يصطادها ويطوق عنق فريسته بمحبته ويصوغ حول جيدها طوقا من جواهر كلماته التي يختارها بمهارة بالغة تدل على طيب معدنه وصفاء نفسه وحبه للخير وخدمة الآخرين وخصوصاً زملاءه وأصدقاءه ومحبيه في أدب جم وتواضع كبير مما يجعلهم يلتفون حوله يحترمونه ويقدرونه.
وهذا كله من توفيق الله سبحانه وتعالى له وقد علمنا الإسلام أن من أحب الله ورسوله وأحب والديه وتفانى في طاعتهما وخدمتهما وأحسن إليها أكرمه الله وأحبه وحبب فيه خلقه.
ثانياً: لقد عرفت الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني منذ بداية حياته الدراسية الجامعية فقد التحق في عام 1379هـ طالبا بكلية العلوم جامعة الملك سعود بالرياض وكانت له مواهب تشدني إليه أذكر منها:
1- قدرته على اجتذاب زملائه فتجدهم دائما حوله.
2- قدرته الأدبية والثقافية فقد اختير ليكون رئيسا للجنة الثقافية بكلية العلوم فشارك مع زملائه في إصدار مجلة العلوم وكانت مجلة ناجحة، كما فاز بالمركز الأول في المسابقة الثقافية بين جميع كليات الجامعة حيث ابتكر فكرة إصدار المجلة على هيئة صاروخ صنع من الزنك وألصقت عليه المقالات والصور.
3- كان متحدثا جريئا ولذلك حظى بتقدير المسؤولين الذين توالوا على رئاسة الجامعة معالي المرحوم الشيخ ناصر المنقور وكذلك معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر من بعده وكذلك حب وتقدير عميد الكلية وأساتذته.
ثالثاً: بعد تخرجه عمل معيدا بكلية العلوم ثم ابتعث لأمريكا فالتحق بجامعة ميركلي وحصل على درجة الدكتوراه في الجيولوجيا الاقتصادية والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية ثم عاد لينضم إلى أعضاء هيئة التدريس بالكلية.
رابعاً: اهتمامات الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني العلمية متعددة بالإضافة لدراسة الأرض وثرواتها وطبقاتها اهتم بدراسة الفضاء كذلك له اهتمامات بالدراسات الإسلامية والتاريخية وقد ألف كتبا عن الفضاء هي:
- نظرات علمية حول غزو الفضاء.
- الأطباق الطائرة حقيقة أم خيال.
- الأقمار الصناعية - أقمار الفضاء غزو جديد.
- وداعا هالي (المذنب المعروف).
وعندما تمت أول رحلة للهبوط على القمر وزار المملكة العربية السعودية وفد من مؤسسة الفضاء الأمريكية (ناسا) لعرض عينات من الصخور التي أحضروها من القمر كان المرافق لهذا الوفد خبير القمر السعودي الدكتور محمد عبده يماني.كما منَّ الله سبحانه وتعالى على الدكتور محمد عبده يماني لحبه لله ولرسوله ولآل بيته الظاهرين أن وفقه لتأليف العديد من الكتب التي تخص الآباء والأمهات والمربين والمعلمين لتنشئة الأطفال على المحبة والاهتمام بتاريخ الأمة الإسلامية والاستفادة من الدروس والعبر في حياة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم والمعارك التي خاضها والغزوات التي قام بها وكذلك حياة زوجاته أمهات المؤمنين وصحابته الكرام والخلفاء الراشدين من بعده لاستخلاص الدروس والعبر التي تزرع في نفوس الأبناء هذا الحب العظيم وقضى في قلوبهم الاعتزاز بدينهم وبتاريخهم.. ومن هذه الكتب:
علموا أولادكم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
علموا أولادكم محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا صام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا حج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بدر الكبرى.
الخليفة الخامس.
لقد تقلد الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني العديد من المناصب وكيلاً لوزارة المعارف ثم مديراً لجامعة الملك عبدالعزيز ثم وزيراً للإعلام وبعد أن ترك الوزارة عاد لجامعة الملك عبدالعزيز يحاضر فيها بالإضافة إلى أعماله الخاصة.
لقد مضى الآن ما يقارب نصف قرن من الزمان على رسالتي للأستاذ الدكتور محمد عبده يماني التي أعتز بها لأنه لم يتغير منذ عرفته فهو النبيل الشجاع صاحب الكلمة الحلوة الطيبة التي تجذب من يستمع إليها وصاحب الموقف الجريء.. لم تسرقه الأضواء ولا بريق الوظيفة فهو كالمعدن الثمين والجوهرة النفيسة التي لا يزيدها مر الأيام إلا بريقاً وتوهجاً وعطاء ومحبة.