حينما استقر بي المقام قبل نحو عقد من الزمان في مدينة جدة بدأت أرى الوجوه التي كنت أسمع واقرأ عنها وكانت ملء السمع والبصر.
ليس غريباً، فالحجاز كانت وما زالت منهلاً عذباً للأدباء والمثقفين لا سيما أولئك الذين نهلوا علومهم من حلقات المسجد الحرام.
د. محمد عبده يماني أحد تلك القامات الحجازية، وربما كانت مخيلتي عن معاليه أنه وزير إعلام سابق لا غير، ولكن ثمة جوانب إنسانية واجتماعية ربما لا يعلم الكثير عنها شيئاً.
لقد سعدت بلقائه عدة مرات وكنت أرى فيه تواضع العلماء فلم تزده المناصب إلا تواضعاً.
وكأن القائل إنما قصده عندما قال:
وإن كريم الأصل كالغصن كلما
تحمل أزهارا تمايل وانحنى
لقد أضحى التواضع والقرب من الناس أحد أبرز سماته..
ملأى السنابل ينحنين تواضعا
والفارغات رؤوسهن شوامخ
أجزم أن معاليه جمع المجد من أطرافه فلقد جمع بين العلوم البحتة (الجيولوجيا) والإبداع القصصي والكتابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل البيت إضافة إلى انتهاجه منهج الوسطية في الدعوة إلى الله.
كل ذلك يضاف له مواقف شخصية خاصة بكل مشارك.
* المحرر الثقافي بجدة ومعدّ الملف
Alkhazmri393@hotmail.com