المجموعة الثانية:
وتشمل - وبشكل اجتهادي - أبرز الإعلاميين، الذين كان نشاطهم مستمراً وقت إنشاء وزارة الإعلام عام 1382هـ (1962م)، أو بدأوا بعد ذلك، وقد رُصدت أسماؤهم بحسب طبيعة عملهم، واستحوذت الصحافة والإذاعة - بسبب كثرة منسوبيها - على النصيب الأكبر من أسماء هؤلاء الراحلين:
بداية، انتقيت من بين رواد الإعلام في الديوان الملكي علي عبدالعزيز النفيسي، الذي ظل يعمل في قسم الإذاعة والصحافة في الديوان حتى وفاته عام 1424هـ (2003م)، مسجلاً فترة زمانية قياسية في عمله، وكان من زملائه القدامى عبدالعزيز المعمر وعبدالله بلخير وعبدالعزيز ماجد وعبدالله السلطان.
وبالنسبة للقيادات الإعلامية في الوزارة، اخترت كلاً من حمزة بوقري ويوسف دمنهوري وغالب أبو الفرج وإبراهيم العنقري.
أما حمزة بوقري، فإنه أديب ومثقف، صار وكيلاً لوزارة الإعلام في سنواتها الأولى، ثم تفرغ للعمل التجاري وتوفي عام 1403هـ (1983م).
وعمل يوسف حسين دمنهوري فترة طويلة في مجال مراقبة المطبوعات، ثم تركز نشاطه في مديرية التلفزيون بعد إنشائه وشغل منصب المدير العام للتلفزيون بالوكالة حتى عام 1391هـ (1971م)، ثم اشتغل بالكتابة والإدارة الصحفية، وتوفي عام 1423هـ (2002م).
ويُعد غالب حمزة أبو الفرج أحد أبرز وجوه وزارة الإعلام في الخمس عشرة سنة الأولى من نشأتها، وكان التحق فيها قبل ذلك، وهو من فرسان القصة والرواية والكتابة السياسية، توفي عام 1427هـ (2006م).
أما إبراهيم العنقري (المتوفى مطلع هذا العام 1429هـ - 2008م) فقد تولى حقيبة وزارة الإعلام عام 1390هـ (1970م)، وذلك إبان النصف الثاني من عهد الملك فيصل، وفي عهده أُنشئت وكالة الأنباء السعودية وأُقر تحويل التلفزيون إلى الملون، (وقد سبق أن نشرت عنه بحثاً مستقلاً).
أما بالنسبة لرواد الصحافة والطباعة، وهم كثيرون، فقد اخترت منهم الأسماء الآتية، مرتبة وفق تاريخ وفاتهم:
1- عبدالقدوس الأنصاري (المتوفى عام 1403هـ - 1983م)، وكانت له - بالإضافة إلى مؤلفاته التاريخية والجغرافية العديدة - ريادة إصدار أول مطبوعة صحفية أهلية في المدينة المنورة (مجلة المنهل) أواخر عام 1355هـ (1937م) واستمر يرأس تحريرها حتى وفاته، ثم واصل ابنه (نبيه) مسيرة أبيه محافظاً على استمرار صدورها، وقد توفي الابن عام 1424هـ (2003م)، (وقد كتبت عن العلامة الأنصاري بحثاً مستقلاً).
2- سميرة محمد خاشقجي - بنت الجزيرة العربية - (المتوفاة عام 1406هـ - 1986م)، وهي كاتبة قصصية، كانت لها - من القاهرة - ريادة إصدار مجلة (الشرقية) النسائية قبل وفاتها بأكثر من عشر سنوات.
3- عبدالمجيد شبكشي (المتوفى عام 1412هـ - 1992م) من أبرز جيل الصحفيين في العقدين اللذين تليا إنشاء وزارة الإعلام، حيث تولى رئاسة جريدة (البلاد) فترة طويلة.
4- عثمان حافظ (المتوفى عام 1413هـ - 1993م)، أصدر أول جريدة أهلية سعودية في المدينة المنورة بعد صدور مجلة (المنهل) بنحو شهر (1356هـ- 1937م)، جلب من مصر مطبعة خاصة لها في حينه، وألَّف في تاريخ الصحافة السعودية، وقد رافقه في معظم جهوده أخوه الأكبر علي حافظ الذي توفي عام 1407هـ (1987م).
5- صالح جمال (المتوفى عام 1412هـ - 1992م) الذي أصدر جريدة (حراء) ورأس تحريرها عام 1376هـ (1956م)، ولما دمجت في جريدة (الندوة) صار رئيساً لتحريرها حتى عام 1384هـ (1964م).
6- محمد حسين أصفهاني (توفي عام 1414هـ - 1994م)، وهو وجه من أبرز أعلام الطباعة في تلك الفترة، وقد أسس مكتبة لتوزيع الصحف الخارجية، وأنشأ مطابع دار الأصفهاني الشهيرة.
7- حمد الجاسر (المتوفى عام 1421هـ - 2000م) وهو رائد الصحافة والطباعة في نجد، منشئ صحيفة (اليمامة) في الرياض عام 1372هـ (1952م) ومطابع الرياض عام 1374هـ (1955م)، ومؤسس أول دار للترجمة والبحث والنشر (دار اليمامة عام 1386هـ - 1966م)، التي أصدرت مجلة (العرب) التي تُعنى بالعربية وبتاريخ الجزيرة وجغرافيتها، وقد سبق لي أن نشرت عنه كتاباً مستقلاً.
8- حسن عبدالحي قزاز (المتوفى عام 1421هـ - 2001م)، وهو صاحب امتياز جريدة (عرفات) التي صدرت عام 1377هـ (1957م) ثم اندمجت مع جريدة (البلاد السعودية) لاحقاً، وأصبحت تصدر باسم (البلاد).
9- هشام علي حافظ (المتوفى مطلع عام 1427هـ - 2006م)، سلك طريق والده وعمه في احتراف الصحافة، ثم كانت له ريادة إصدار جريدة (الشرق الأوسط) في لندن سنة 1398هـ (1978م)، وقبل هذا، تأسيس أول جريدة أهلية محلية بالإنجليزية هي (عرب نيوز) عام 1395هـ (1974م) عن الشركة السعودية للأبحاث والنشر التي أسسها.
10- عبدالعزيز الرفاعي، أديب متميز، أصدر مع عبدالرحمن المعمر مجلة (عالم الكتب) الفريدة في تخصصها (عام 1400هـ - 1980م) عن دار تثقيف للنشر والتأليف، وصار عضواً في المجلس الأعلى للإعلام، توفي عام 1414هـ (1994م).
ويمكن أن يضاف إلى هذه القائمة أسماء كثيرة من أمثال: محمد عبدالله مليباري وعبدالعزيز أحمد ساب وعبدالله القرعاوي وغيرهم.
وتضم قائمة رواد الإذاعة عشرات الأسماء التي عملت أو تعاونت معها، وكانت قد سبقت الإشارة - في مواقع أخرى -إلى إبراهيم الشورى وهاشم زواوي، ثم اخترت من روادها الشخصيات التالية:
1- عباس شطا (المتوفى 1393هـ - 1973م)، وكان رائد الإذاعات الشرقية الموجهة باللغتين الأردية والإندونيسية، التي بدأت بعد فترة وجيزة من بدء الإذاعة.
2- بكر يونس، (المتوفى 1402هـ - 1982م)، التحق بالإذاعة بعد سنوات من افتتاحها، وكان أحد من رافق موكب الملك سعود، وأصبح لسنوات - قبيل وفاته - مراقباً للبرامج الأجنبية في التلفزيون.
3- مطلق مخلد الذيابي (المتوفى عام 1403 هـ - 1983م)، رائد برامج البادية في الإذاعة، وأحد متذوقي الشعر الشعبي، وأحد موسيقيي الإذاعة وملحني الأغنية السعودية.
4- الأخوان خالد ومحمد الفوزان، وكانا مذيعين رائدين في القسم الغربي بإذاعة جدة، وقد توفي محمد عام 1403هـ (1983م)، بينما توفي خالد عام 1406هـ (1986م).
5- عبدالله المنيعي (المتوفى 1406هـ - 1986م) وكان أحد قدامى العمل الإذاعي، وممن رافق موكب الملك سعود في زياراته وجولاته، وقد أصدر في أبها مجلة للشباب (أواخر التسعينات الهجرية)، كانت رائدة في موضوعها وفي مكان صدروها.
6- طاهر زمخشري (المتوفى عام 1407هـ - 1987م)، التحق بالإذاعة منذ أن كانت في مكة المكرمة بداية السبعينات الهجرية، واستمر جزءاً منها واشتهر بين الإذاعيين بتقديم برامج الأطفال وبلقبه (بابا طاهر)، فضلاً عن إنتاجه الشعري كما هو معروف.
7- محمد الشعلان (المتوفى 1410هـ - 1990م)، وهو أحد مذيعي الإذاعة بجدة، ثم انتقل نشاطه إلى إذاعة الرياض، التي انطلقت بصوته يوم الأول من شهر رمضان المبارك عام 1384هـ (1965م).
8- عزيز ضياء (المتوفى عام 1418هـ - 1998م)، وكان ذا خبرة طويلة في العمل الإذاعي منذ أن اشتغل في إذاعة عموم الهند، ثم استمر في تعاونه مع الإذاعة السعودية، وصار كاتباً سياسياً فيها، وصاحب مدرسة إذاعية تأثَّر بها الكثيرون، وأصبحت عائلته الصغيرة - زوجته وابنه وابنته - أسرة إذاعية بكل أفرادها.
9- شيرين حمزة شحاتة (المتوفاة عام 1420هـ - 2000م)، وهي ابنة الشاعر الأديب حمزة شحاته، وكانت إحدى رائدات ظهور الصوت الإذاعي النسائي في بداياته بُعيد إنشاء وزارة الإعلام.
10- د. محمد كامل خطاب (المتوفى 1421هـ - 2001م)، وكان أحد الوجوه الإذاعية والتلفزيونية المثقفة، حصل على الدكتوراه في الإعلام من أمريكا، أصبح عضو هيئة التدريس في قسمي الإعلام بجامعة الملك سعود والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
11- عباس غزاوي (المتوفى عام 1425هـ - 2004م)، التحق بالإذاعة مطلع السبعينات الهجرية (الخمسينات الميلادية)، وعرف بين المستمعين بلقب (بابا عباس) مرتبطاً ببرامج للأطفال، وتدرج مع الإذاعة حتى أصبح مديراً عاماً لها في ظل وزارة الإعلام، ثم صار مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون مدة عامين قبل انتقاله إلى العمل الدبلوماسي، وقد تأثر بأسلوبه كثير من زملائه، (أعددت بحثاً مستقلاً عنه).
12- ويذكر أخيراً سعود الضويحي، وهو أول مدير للأخبار في إذاعة الرياض، الذي درس الصحافة مبكراً في مصر، لكنني لم أعثر على تاريخ وفاته التي ربما كانت في أواخر التسعينات الهجرية.
وأختم هذه القائمة بذكر زميلين التحقا بالعمل الإذاعي في ظل المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر واستمرا بعد إنشاء الوزارة، وتركا بصماتهما المهنِّية وكان لهما حضورهما الإذاعي الجيد، وهما يحيى حسن كتوعة (المتوفى عام 1412هـ - 1992م) وعبدالكريم نيازي (المتوفى عام 1421هـ - 2000م).
وفي ميدان تقنية الإرسال والاستوديوهات وهندستها في الإذاعة والتلفزيون اخترت حسن حلمي (المتوفى عام 1425هـ - 2004م) الذي رافق تأسيس استوديوهات الإذاعة في كل من مكة المكرمة وجدة والرياض.
هذا بالإضافة إلى قائمة طويلة من قدامى الإذاعيين والإداريين والفنيين من أمثال: عبدالغفار فدا ومحسن باروم وعلي فدعق وسعيد آدم وحمزة بصنوي وهادي عبدون ومحمد بن شاهين وقاسم فلمبان وأحمد الفاسي ومحمد رضا حمزة ومحمد زين العايش، ومجموعة من العرب والأجانب، لكن الحديث عنهم يتطلب مزيداً من البحث والاستقصاء، حيث لا أملك معلومات وافية عن معظمهم.
أما بالنسبة لرواد العمل التلفزيوني، فإن منهم فوزان بن عبدالعزيز الفوزان الذي صار مديراً لتلفزيون الرياض عام 1387هـ (1967م)، وكان أحد أوائل مخرجي التلفزيون، وأحد مبتعثيه، وهو شقيق محمد وخالد السابق ذكرهما، وقد توفي عام 1415هـ - 1995م.
وكان سعد الفريح من أبرز مخرجي التلفزيون وفنييه ومنتجيه ومبتعثيه وأوائلهم أيضاً، وقد توفي عام 1427هـ (2006م)، دون أن يفوت عليَّ ذكر زملائه المتوفين: وليد المزيرعي وعبدالحميد بغدادي ومحمد موسى السليم وعيسى الرميح ورميان الرميان وغيرهم.
وعندما يذكر رواد التلفزيون في هذه البلاد، لا بد من استذكار صالح المزيني الذي أشرف على تلفزيون أرامكو، وتوفي عام 1395هـ (1975م)، وشخصيات مثل جميل حطاب ومحمود عيسى المشهدي وعيسى الجودر.
ثم نصل إلى قائمة طويلة ممن تعاونوا مع الإذاعة والتلفزيون، حتى أصبحوا من أركانها، وقد سبقت الإشارة - عند الحديث عن الصحافة - إلى أحمد قنديل ومحمد حسين زيدان وحسن عواد، وهنا يضاف إليهم - بإيجاز - الرواد الآتية أسماؤهم:
1- أمين سالم رويحي (المتوفى عام 1391هـ - 1971م)، وهو كاتب اجتماعي ساخر قدم برامج الأطفال في تلفزيون جدة وعرف باسم (بابا أمين)، وكتب صحفياً في جريدة المدينة زاوية باسم (أبو حياة والناس).
2- عبدالله العلي الزامل (المتوفى عام 1407هـ - 1987م)، وهو موسوعة شعبية، بدأ حياته بخبرة اللاسلكي، وانتهى شاعراً ومؤرخاً وتراثياً ومقدماً للبرامج الشعبية في الإذاعة والتلفزيون.
3- أبو تراب الظاهري (المتوفى 1423هـ - 2003م)، كاتب موسوعي في الدين واللغة، قدم العديد من البرامج في مجاله، وظل على صلة مع الإذاعة حتى وفاته.
وكان ممن مرَّ على الإذاعة والتلفزيون من غير السعوديين محيي الدين القابسي المتوفى عام 1417هـ ( 1997م) وكان أبرز معد للبرامج التوثيقية والمنوَّعة، وكاتباً للعديد من الكتب الإعلامية، وكذا د. عمر الخطيب، المتوفى أواخر العام المنصرم (1428هـ - 2007م)، وهو من أكفأ الإعلاميين العرب، وعُرف كثيراً في برامج المسابقات التلفزيونية، وفي إسهاماته العلمية في تدريس الإعلام، وقد اخترت هذين العلمين من بين قائمة طويلة من العرب الذين أمضوا زهرة أعمارهم وقدموا - بتفانٍ - خلاصة فكرهم في خدمة الإعلام السعودي، ومنهم - أمثلة لا حصراً - عبدالرحمن نصر وأحمد فتحي وعلي الراعي وعبدالحميد يونس وسعيد الهندي ورشيد علامة وإبراهيم الذهبي، هذا فضلاً عن غير العرب، لكن الموضوع يتطلب بحثاً متمماً آخر.
وبعد:
لعل اللافت للأنظار في هذا الاستعراض، هو ذلك التلاحم الفريد في تلك الفترة، بين أولئك القمم من رواد الفكر والأدب والثقافة وبين وسائل الإعلام، المطبوعة والمسموعة والمرئية، وكيف كانت رِحْماً لهم، وحضناً لإبداعاتهم.
ثم إن هذه الورقة لا تدَّعي الإحاطة بكل الرواد الذين لقوا وجه ربهم منذ عام 1382هـ (1962م)، وبخاصة في مجال الطباعة والنشر، لكنها بداية لتوثيق سيرهم في عمل تأليفي قادم بإذن الله، وحسبي من هذه المحاولة أن تحفز زملائي الدارسين لمزيد من البحث والاستقصاء.
بقي أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى من وسعنا قلبه قبل أن تسعنا داره لاستضافة الحديث عن هؤلاء الراحلين الكرام، وبوافر الامتنان إلى مؤلفي المراجع المطبوعة، وفي مقدمتها: معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية للدكتور المرحوم علي جواد الطاهر.
ولمراجعي الشفوية، وهم كثيرون، وفي مقدمتهم ذوو الراحلين أنفسهم الذين تعاونوا معي لإتمام هذا البحث، مع توجيه شكر خاص لمحمد الجفري مسؤول مركز المعلومات بجريدة (عكاظ) على فوريَّة تلبية ما نقص من تواريخ، ولكل من اطلع على مسودتها الأخيرة ودوَّن ملحوظاته عليها.
2-2
* ألقيت في منتدى الجمعة (بمنزل معتوق شلبي بالرياض، مساء الجمعة16/1/1429هـ
25/1/2008م) وكان الجزء الأول ألقي في ندوة الوفاء(ندوة عبدالعزيز الرفاعي) بمنزل أحمد باجنيد بالرياض، مساء الخميس 7/4/1427هـ (4/5/2006م)