تأليف: مجموعة من الباحثين
بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية 2007
لا يزال بعض الموسوعات الفلسفية - العربية (على قلتها)، والغربية (على كثرتها) - يُغفل إفراد مادة لابن خلدون، وبعض هذا الإغفال يبرر بأن ابن خلدون هو بالدرجة الأولى عالم الاجتماع الأول أو مؤسس علم الاجتماع وبالدرجة الثانية مؤرخ للحضارة. ولكن ابن خلدون عاد منذ سنوات يطل في الموسوعات الفلسفية وفي كتب الفلسفة، ولم يكن ذلك لمجرد الاحتفاء به في الذكرى الستمائة لوفاته (التي حانت في عام 2006). وليس فقط من باب الفلسفة - الذي أوصده بعضهم في وجهه - إنما يعود أيضاً من باب المعاصرة.
يتناول هذا الكتاب ابن خلدون فيلسوفاً ومعاصراً، كما يتناوله مشاركاً في قضايا الفلسفة كأنه معاصر لنا. وهذه سمة المفكرين الذين يتجدد فكرهم، بل يولد من جديد كلما بدا أن غبار الزمن سينهال عليه ويدفنه. هو فيلسوف في تناوله (العلمي) للتاريخ وفيلسوف في تناوله (الديالكتيكي) للحضارة، حينما لم تكن أي من فلسفة التاريخ أو فلسفة الحضارة قد ولدت بعد بالمعنى المعاصر لأيّ منهما.
يقع الكتاب في 142 صفحة من القطع العادي.