تأليف: فاضل الربيعي
بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية 2007
إذا كان (الاستشراق) الكلاسيكي يرتبط بصورة ما من الصور، ببزوغ عصر الاستعمار القديم في الشرق، فإن (ما بعد الاستشراق) يرتبط، بصورٍ متنوعة لا حصر لها، ببزوغ عصر استعماري جديد تنبئ به سلسلة من الزلازل والمتغيّرات، تكاد رجَّاتها الأولى تُسمع في كل أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي.
لقد كشف غزو العراق المدى الذي بلغته (شرْقنَة) الشرق - أي الطريقة التي تمّ فيها تخيّل الشرق وإنشاء صور خيالية عنه - تماماً، كما كشف عن القدر المفرط من القسوة والعنف حيال أي بلد يفكر مجرد تفكير في الدفاع عن استقلاله ومصالحه الوطنية. وفي الغالب الأعم سوف يصبح العنف متلازماً مع نشر صور وحشية (للآخر) بحيث يؤدي ذلك تلقائياً إلى معاملته كمتمرد، أو (مارق على إرادة المجتمع الدولي)، وهذا هو الوضع الذي وجد العراق نفسه فيه طوال أكثر من عقدين من الزمن. ومع الغزو الأمريكي للعراق يكون الغرب بأسره - لا الولايات المتحدة وحدها وحسب - قد تعرّف إلى الشرق القديم نفسه من جديد، ولكن هذه المرة بواسطة أدوات جديدة من العنف تخطت كل نتائج الكولونياليَّات القديمة وتقاليدها.
يقع الكتاب في 304 صفحات من القطع العادي.