إعداد : محمد المنيف

ضمن فعاليات معرض مسابقة السفير أقيمت ندوة بعنوان المسابقات التشكيلية، مسابقة السفير أنموذج شارك بها أربعة من المبدعين المعروفين على الساحة وروادها حيث شارك من الجانب الرجالي الدكتور محمد الرصيص أمين مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الغني عن التعريف كونه أحد رموز الساحة وله تواجد كبير من حيث المشاركات والمتابعة ويعد حالياً لإصدار كتاب عن الفن التشكيلي.

أما الفارس الثاني فهو الدكتور أحمد عبدالكريم فنان من مصر الشقيقة عضو هيئة التدريس بقسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود فنان له أثره وتأثيره على الساحة مبدع منتج صاحب عطاء متجدد تشتمل سيرته الذاتية على الكثير من الإنجازات المحلية والعربية والعالمية له مؤلفات ذات علاقة بالمجال، أما الجانب النسائي فتشارك الزميلتان منال الرويشد ومها السنان بما عرف عنهن من مساهمات في تأسيس الحركة التشكيلية النسائية بالرياض مع ما يحملنه من درجات عليا في مجالهن الإبداعي.

هذا وقد تنوعت محاور الندوة المستخلصة من العنوان نستعرضها ضمن التفاصيل.

لمحات سريعة

بدأت الندوة من الدكتور الرصيص الذي حمل مهمة إدارتها مع المشاركة بها، وأشار إلى أن من أهم النقاط التي يجب أن يلمّ بها الفنان قبل دخوله المسابقة هي مسمى المسابقة ومستواها وهل هي محلية أو دولية وأهمية توثيق العمل من خلال البيانات المرفقة به مثال تاريخ إنجاز العمل والخامة واسم الفنان وسيرته الذاتية، إلى آخر المنظومة، إضافة إلى أهمية ضمان الوسيلة عند نقل عمله إلى موقع استلام الأعمال ومعرفة مستوى التحكيم والتقييم عبر معرفة مستوى المحكمين مع احتمال عدم الفوز.

تعدد المسابقات

واستكمل الدكتور الفنان محمد الرصيص حديثه المختصر مع أن هناك رغبة من قبل الحضور للإسهاب، خصوصاً أنها تتعلق بتاريخ المسابقات، تحدث الفنان الرصيص عن أن المسابقات التشكيلية بدأت من وزارة المعارف التربية والتعليم حالياً، حيث أقيمت أول مسابقة كما ذكرها له الدكتور الرضوي - يرحمه الله- عام 1390هـ وجاءت أيضاً مسابقة أرامكو لطلبة المنطقة الشرقية عام 1386هـ، كما أقيم مسابقات في مركز الفنون ما بين الأعوام 1383هـ إلى 1394هـ وتسمى المسابقات الزمنية التي تعتمد على الإنجاز السريع.

بعد ذلك أتت مرحلة المسابقات الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون منذ عام 93 إلى 94م وأقيم أول معرض جماعي يعتبر مسابقة لوجود التحكيم والجوائز عام 96م ثم تبعها معارض المسابقات المعاصر والمقتنيات والمناطق ومراسم الأندية إلى آخر المنضومة مع ما تبع ذلك من مسابقات القطاع الخاص على مدى خمسة وعشرين عاماً منها مسابقة دله افكوا ضمن برامج مؤسسة دار الفنون السعودية التي أسسها ويديرها الفنان الراحل محمد السليم ومعرض الربيع، ويضيف الدكتور الرصيص أن ما تم من تجميل للمباني والمؤسسات الحكومية مثل الحرس الوطني ووزارة الداخلية والمطارات تعد مسابقات أيضاً، ويتابع حديثه بالإشارة إلى المسابقات اللاحقة منها مسابقة ملون السعودية التي توقفت بعد دورتها السادسة ومسابقة الباحة ومسابقة السفير التي تقام هذه الندوة ضمن فعالياتها المنبرية.

ماذا يراد من المسابقات؟

وأضاف الدكتور الرصيص محوره بقوله: إن هناك أهدافاً عدة يضعها الفنانون نصب أعينهم، منها على سبيل المثال الأهداف الإعلامية بحثاً عن الشهرة عند تحقيق الفوز وأهداف تجارية من خلال الكسب المادي من المسابقة ومع ذلك فكلا الأهداف لا عيب فيه؛ فهي تشكل تقاطع مصالح، كما اختتم حديثه قائلاً: إن هناك تدرجا نوعيا في مستوى المسابقات من حيث التحكيم ومستوى الأعمال وطريقة تقييم المسابقة.

الفن الدبلوماسي

بعد ذلك تحدث الفنان الدكتور أحمد عبدالكريم عن جوانب أخرى تصب في الرافد نفسه، وأشار إلى أن مسابقة السفير كنموذج استطاعت أن تمنح اللوحة الصفة الدبلوماسية وأصبحت جزءا من تمثيل المملكة على مستوى عالمي، حينما تتواجد في السفارات، فأصبح الفن من خلال اللوحة سفيراً دبلوماسياً وإنسانياً، مذكراً بأن ما يتم عبر مسابقة السفير يعد استكمالاً وتأكيداً على ما سبق من تواجد دبلوماسي للوحات التي أهديت من قبل بعض الفنانين التشكيليين لرؤساء دول العلم خلال جولة معرض المملكة بين الأمس واليوم، منهم على سبيل المثال الفنانون على الرزيزاء وسمير الدهام، وأضاف الدكتور عبدالكريم إلى ما يمكن طرحه من تساؤلات حول لجان التحكيم وكيفية اختيارهم وألمح إلى علاقة اللوحة أو أداء الفنان بالذائقة وتأثيرها على المحكمين وأن المسابقات تؤدي إلى تحريك الساكن، وأثنى على ما تحقق للمسابقات من جوائز تجاوزت قيمة جوائز بعض البيناليات العربية، وتحدث الدكتور أحمد عبدالكريم عن مسابقة السفير وما تميزت به من ترشيح محكمين دوليين رغم أن العدد قليل، وأكد على أن هذا لا يعني عدم الثقة بالمحكمين داخل الوطن وإنما إضافة خبرات جديدة للساحة، كما أن من الملفت للنظر أن الفائزين في مسابقة السفير غير معروفين عند أعضاء لجنة التحكيم وليسوا ممن لهم صدى إعلامي وشهرة، وهذا أمر يؤكد المصداقية في التحكيم.

وتناول الفنان الدكتور أحمد عبدالكريم ما قامت به اللجنة العليا للمسابقة برئاسة صاحب السمو الأمير محمد بن سعود بن خالد وأعضاء اللجنة التنظيمية التي قامت بجهد كبير رغم قلة العدد مقارنة باللجان التي تقوم عليها مسابقات مماثلة في دول أخرى.

واختتم الدكتور عبدالكريم محوره بأن ما يشاهد في الساحة التشكيلية السعودية يكشف المستوى الحضاري لهذا الفن وأثنى على الخبرات الشابة والأخذ بالوجوه الواعدة، ملمحاً إلى بعض السلبيات لدى بعض الفنانين منها عدم اهتمامه بالعمل من حيث الإخراج أو اختيار التقنيات والإلمام بها.

تنافس وحضور نسائي

تخللت محاور المشاركين (الثنائي الرجالي د. الرصيص ود. أحمد عبدالكريم) محاور نسائية شاركت في طرحها الزميلتان منال الرويشد ومها السنان، أثنتا على المسابقة وما قدم فيها من إنجاز، ولمحت كل منهما عن دور الفن في ارتقاء الذائقة في المجتمع، وأكدتا على دور المرأة في هذا المضمار بالاستشهاد بالأرقام خصوصاً في مشاركة المرأة في هذه المسابقة، حيث بلغ عددهن ما يزيد على 440 مقابل 412 من الرجال، مشيرتين إلى أن هذا التواجد يضمن لهن الاحتكاك بالتجارب الأخرى، وأشارت الزميلتان في محاورهما إلى حضور الفنانات التشكيليات دولياً، مثال ذلك ما حققته الفنانة منيرة الموصلي من تكريم دولي من قبل الأمم المتحدة وفوز لوحة الفنانة شادية عالم في مسابقة الخطوط الجوية البريطانية.

وأضافت الزميلتان في محاورهما إلى أن طموح التشكيليات بدأ في الجيل الثالث من خلال الدعوات التي توجه لهن للمشاركة مع ما أصبحت تحظى به المرأة من اهتمام كبير في مختلف المجالات إضافة إلى وجود أقسام التربية الفنية التي تدفع بالعديد من الخريجات يوازي أو ينافس أعداد الخريجين من الرجال، وتخلل محور الزميلتين أهمية المسابقات، واعتبرتا فوز ثلاث فنانات في مسابقة السفير إنجازا كبيرا للساحة التشكيلية وللمرأة التشكيلية، مؤملتين في أن ينظر المحكمين للمرأة كما ينظر للرجل؛ فالإبداع بينهما لا يختلف؟

مداخلات

بعد انتهاء المشاركين بالندوة من محاورهم طرحت بعض المداخلات، منها استغراب من الفنان علي الرزيزاء من الشح الكبير في عدد الجوائز مقابل الجوائز التي قدمت في المسابقة الأولى.

- كما تحدث الدكتور عادل ثروت مصححاً قيمة جائزة بينالي القاهرة، وأشار إلى أن قيمة المشاركة في البينالي أهم بل تتجاوز أهمية الجائزة.

- أما الدكتور محمد فضل فقد ألمح إلى أن قضية لجان التحكيم والرضا عنها قضية أزلية لا يمكن الخروج منها، وانتقد الدكتور تقسيم المسابقة إلى ثلاثة أقسام، الحديث، والمعاصر، والواقعي، وأشاد بمعرض مسابقة السفير قائلاً إن مستواه راق جداً.

أخيراً..

تخلل الندوة ملاحظات من الزميلين الدكتور الرصيص والدكتور أحمد عبدالكريم كان أبرزها ما أشار إليه الدكتور الرصيص؛ منها تعليقه على إجابات الأستاذ البليهد التي كادت أن تتجاوز المدة المحددة لمداخلته، ملمحاً إلى أن من حقه اقتطاع وقت خاص يسبق الندوة لإيضاح كل ما يتعلق بالمسابقة. وأشار الدكتور الرصيص إلى أهمية توثيق المسابقة، مبدياً استغرابه من صدور الكتاب الخاص بالمسابقة الأولى بعد ثلاث سنوات من إقامتها!!

****

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461»ثم أرسلها إلى الكود 82244