من المؤسف أن يُدعى الفن التشكيلي للمشاركة في مناسبات لا علاقة لها به فأصبح مثيلاً لخدمات التوصيل عند المطاعم أو خدمات الضيافة (القهوجية) أو الطقاقات في حفلات الزفاف. هذا الواقع أصبح ظاهرة مؤذية للفن التشكيلي، أن يقبل المنظمون أو من يقوم على إعداد تلك المعارض من الفنانين الاستجابة لأي دعوة لإقامة جناح للفن التشكيلي، الغاية منه استكمال منظومة فعاليات عدة قد لا يكون للفن التشكيلي أي علاقة فيها، ومنها على سبيل المثال معارض المنتجات الغذائية أو أن يقام المعرض ضمن نشاط متواضع أو ألا يُعطى لهذا الفن حقه من الاهتمام كما شاهدناه في مناسبات تعليمية أو تجارية.
لقد مر بهذا الفن مراحل عدة أضاع المجتهد من الفنانين أهميته وقيمته الإبداعية والاجتماعية والثقافية حينما يقبلون بإقحامه في مناسبات لا ترتقي به بل تضعه على هامش نشاطاتها، ومن المؤسف أن يضع أولئك الفنانون القائمون على تلك المشاركات هذا التصرف الخاطئ جزءا من إنجازاتهم. ومن المؤسف أيضاً أن يجلس ذلك الفنان على باب المعرض مستجدياً الناس للمرور بالمعرض، أما الأكثر إيلاماً فهو تجاهل أولئك المعدّين لتلك المعارض من الفنانين كل تلك المواقف مع أنها تقلل من قيمته ومكانته في سبيل أن يكسبوا منها ثمناً بخساً.
هذه السلوكيات والمواقف مع ما يضاف إليها من مواقف معارض التجميع والحشو تحتاج لوقفه وقرار حاسم من قِبل الجهات المعنية بالفن التشكيلي.