ألاحظ أن هناك عدداً من كُتّابنا ومُثقفينا ومَنْ يكتب في مواقع الفضاء الإلكتروني أو الصحف اليومية، وسواء كانت الكتابة في الأعمدة اليومية أو المقالات اللاذعة الموسمية وبناء على ما يحدث، يكتبون ويتناولون من نقد الآخر بشدة أو لنقل بصراحة (احتقار أفكار الآخر وتكميم الأفواه).. ومهما كان السبب أو أسباب تلك الاحتكارات إلا أننا يجب أن نقرأ الآفاق والمغزى المستقبلي لما سوف يكون للجيل القادم في المستقبل القريب، فمجالس الأندية الأدبية والصالونات الأدبية اليومية في عواصم المدن وحتى الصفحات الثقافية في الصحف ووصل الأمر إلى دور النشر أيضا أصبح يقودها طيف معين من خلال استضافة عدد من الأقلية الفكرية سواء في الأندية الأدبية أو في الأيام الثقافية التي تستضيف رموزا معينة لها فكر معين مع الإقصاء التام لغير هذا التيار.. ولا أصنف الشعب ولا أُجزئه.. نعم عندنا تيارات متعددة تتحدث عن أفكارها هي، ولكن الواقع يفرض نفسه، فالروايات مليئة بالمغالطات والجرأة، والكتابات الثقافية الفردية لا تتم عن روح الفريق الواحد الذي يبحث عن الإنتاج المميز لهذا البلد وتقدير أهله لدورهم في صناعة السلم والسلام والتسامح.. ومن خلال قراءتي لتلك الروايات أو المقالات أفهم أنهم يقولون للمجتمع من خلال تلك الأحداث: نحن موجودون والفساد موجود بكثرة وإن استتر بستار العفة، فنحن نفتح هذا الستار ليظهر للعيان.. وقد يكون الطرف الثاني انساق ووقع في الفخ الذي حفره لهم أنصار ذلك التيار؛ لذلك أتصور أن أكثر من فرح بهذه الأحداث هم أنفسهم الذين خططوا لتلك الافتراءات والتزوير والبهتان على هذا الشعب الذي لم يعرف إلا بالطهر والعفاف، وسوف تفرح أكثر أعداء الإسلام الذين يقفون ضد الوحدة الوطنية القائمة على مبدأ (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يكفره ولا يفسقه)؛ لذا فهم يجدون من الأحداث بين الإخوان فرصة لتصفية حسابات قديمة أو مرسومة دون علم التيارين، وقد تحاك ضدهم الدواهي لجعلهم طعما لأعمال انتقالية لتصفية المساحة الأدبية من الوجود الأدبي الناضج والحراك الثقافي المتدفق البناء أو ربما يكون هذا التباين في الآراء نقطة ضعف سوف يتغنون بها كثيرا؛ لذا يجب ألا نصمت حيال هذه التصرفات التي تحدث، ويجب الوقوف بحزم ضد هذه التصرفات التي تصدر من الخارج وتكتب بلساننا وأسمائنا، فالبلد ما زال فيه أمن ونظام وشريعة يحكم بها، والمنكر - إذا وجد - مسؤولية ليست مشاعة للكل، ولكن الخير مشاع للكل يتضيأ ظلاله. ويجب محاسبة كل من تسبب في هذه الفوضى الأدبية، فنحن ولله الحمد لم نصل إلى هذه الدرجة من عدم القدرة على الانضباط في مجتمعاتنا، وأسرنا ولله الحمد تنعم بالطهر والعفاف. ولست أطالب بقمع الحريات لكن الحرية المطلقة مرفوضة التي تتناول وتفعل كل شيء حتى المسلمات، فلا أريد حرية الغرب التي تسمح بكتابة كل شيء من باب الحرية الشخصية، ولكن أشهد الله أننا مجتمع مسلم محافظ إلى درجة كبيرة مهما كتب بالروايات وتكلم المتكلمون..

وقراءتنا للأحداث المشابهة في بعض الدول العربية القريبة منا قراءة متأنية تفتح لنا آفاقا مستقبلية مع التنبيه على خصوصية هذا المجتمع وطبيعته التي جبل عليها وترعرع بها.. نعم فالثقافة الإسلامية مليئة بالاجتهادات، ولكل مجتهد نصيب، وتعدد الآراء لا يفسد للود قضية.