اثنتان وستون رواية صدرت لسعوديين في عام 2006م، (21 لكتاب، و20 لكاتبات). هذه الحصيلة التي تعد الأكثر في تاريخ الأدب السعودي خلال عام واحد تدعو بالفعل إلى البحث عن أسباب هذه الطفرة التي هي ليست كذلك في بلدان أخرى، لكنها تعتبر رقماً لا بأس به في بلادنا يدعو إلى التساؤل عن هذا التوجه الأدبي إذا ما علمنا أن الرواية تعد من أصعب وأعقد الأعمال الأدبية، خاصة مع حاجتها إلى الوقت الطويل لتأليفها، وما يتبع ذلك من صياغة، ودمج، وربط.. إلخ. بعض هذه الروايات حرص مؤلفوها على أن تصدر خارج الحدود، لأسباب (مضمون أو محتوى) الرواية وتوجهاتها، والقلة - حسب علمي - هم من كانت رواياتهم صناعة محلية بالكامل!، فلم يحتاجوا إلى قطع غيار من الخارج، ولا حتى إلى إكسسوارات!! تلك الإكسسوارات التي يمكن أن تضيف الكثير من الإثارة للرواية، وتجعلها أكثر رواجاً، وتجعل الجرأة على اقتنائها تتضاعف، دون النظر إلى محتواها من الناحية الأدبية أو الفكرية، بل لكونها وجدت حرية أكبر للتطاول والمساس بمجتمع محافظ، وخارج الحدود يمكن تمرير الكثير من الصور الفنية المثيرة كأحداث، أو تشبيهات، مباشرة كانت أم إيحائية! يمكن قراءتها على السطور نفسها، أو حتى بين تلك السطور المكتنزة بما يليق وما لا يليق، وكل سوق له زبائنه، وله مرتادوه، شخصياً لم يتسنَّ لي قراءة الكثير من الأعمال، لكن بعض النماذج تدفع للقول: إننا بحاجة إلى الرواية لإثراء الأدب المحلي، والعربي، ولنعيد أمجاد القراءة التي اغتالتها الفضائيات والإنترنت، لكننا أيضاً بحاجة أكبر إلى أعمال جادة تخرج من رحم مجتمعنا الذي لا نزال نراهن على نقائه وصفائه وروعته، حتى وإن غامت الصورة، فسرعان ما تعود إلى بريقها الأخاذ الذي كانت عليه. أما روايات خارج الحدود ففيها الكثير من (النظر)!!