إن للعلاقات الدولية دعائم تقوم عليها وأسسا تحكمها، ومن دعائم تلك العلاقات مكانة الدولة وحرص قيادتها السياسية وشعبها على توطيد وثائق تلك العلاقات انطلاقا من ثوابت عقدية أو تاريخية أو سياسية أو اقتصادية أو عسكرية تتبلور في نهاية الأمر من مصلحة آنية إلى عاطفة عميقة ووشائج قوية لا يمكن الفصل بينها.
والمتتبع لتطور العلاقات بين دول المنظومة الدولية يجد اليوم أن قادة الدول يحرصون على عقد اللقاءات والاجتماعات من خلال تبادل الزيارات الرسمية والودية لدعم العلاقات الثنائية وتدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، إضافة إلى دعم السلم والعدل الدوليين والأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة.
وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - تنصب جهوده على وحدة الصف العربي والإسلامي ودعم التضامن العربي والإسلامي لمواجهة التحديات التي تواجهها الأمة ودعم قضاياها وفي مقدمتها القضية المحورية (القدس وفلسطين) والأراضي العربية المحتلة، ونرى هذا جليا في مواقفه القوية في جميع زياراته العربية والإسلامية والدولية لتقف الأمة صفا واحدا من أجل تعزيز تضامنها ونبذ الفرقة والانقسام، فالوحدة إذا تحققت كفيلة بأن تصنع من الشعوب والدول العربية والإسلامية كتلة قوية فاعلة.
ولقد تعددت الزيارات الرسمية والودية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين إلى الدول العربية والإسلامية والدولية منذ كان ولياً للعهد، وتواصلت بعد أن أصبح ملكاً.
وفي كل تلك الزيارات التاريخية فإن الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبّر عن مشاعر الأمتين العربية والإسلامية وهمومهما، داعياً إلى السلام والعدل والخير والرخاء والدفاع عن الحقوق المشروعة للعرب والمسلمين، وفي مقدمتها القدس والقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وتحرير كل الأراضي العربية المحتلة.
وقد استطاع خادم الحرمين الشريفين بقدراته المعروفة وصفاته الشخصية المشهودة وأفكاره النيرة وقيادته الحكيمة وفكره النابع من إيمانه القوي بالله، وحرصه الأصيل على خير الأمتين العربية والإسلامية، عقد شراكات استراتيجية بين المملكة والدول التي شملتها جميع زياراته التاريخية.
وفي كل زيارة التقى الملك عبدالله فيها بملك أو رئيس دولة كان ذلك الملك أو الرئيس ينبهر بشخصيته الفذة وحكمته وبُعد نظره، الشيء الذي أكسب زياراته وزنا وثقلا، وجعل ملوك ورؤساء الدول يحرصون على تنفيذ كل اتفاق توصلوا إليه معه، كما أن وسائل الإعلام ومراكز البحوث كانت دائما تركز على تلك الزيارات وتعطيها اهتماما كبيرا وتأخذ كل تصريحاته مأخذ الجد.
وكان الملك عبدالله يحرص دائما على أن يكون أعضاء الوفد الذي يرأسه في كل زيارة رسمية أو ودية على مستوى عال من الكفاءة والخبرة والقدرة العلمية والعملية، وانطلاقا من ذلك فإن الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري بحكم موقعه في الحرس الوطني نائبا لرئيس الحرس الوطني المساعد ورصيده الكبير من الخبرات والمهارات في فن الإدارة والسياسة والعلاقات الدولية، شارك في معظم زيارات خادم الحرمين الشريفين إلى مختلف دول العالم.
ولا شك أن اختيار خادم الحرمين الشريفين الشيخ التويجري عضوا في معظم الزيارات الرسمية والودية لدول وعربية وإسلامية ودولية كان نتيجة لخبرة طويلة يمتلكها الشيخ التويجري في مجال السياسة والعلاقات الدولية وصناعة القرار وقدرته على الحوار الهادئ الرزين؛ فهو عقلية تملك آراء حكيمة متجددة تساهم في بناء أسس العلاقات مع الدول وتشارك بشكل رئيس في صنع وصياغة البيانات الصادرة في نهاية كل زيارة، فمثل هذه البيانات وما تحتويه من محاور رئيسية يتفق عليها القادة، تعد النقطة المحورية التي يتمخض عنها عقد لقاء القمم بين قادة الدول. والشيخ التويجري بحُكم آرائه البناءة وأفكاره الواضحة يعد مكسباً كبيراً للوفد الذي يرأسه الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ فهو واحد من أبرز شخصيات هذا البلد المعطاء، قدّم الكثير لنظامه السياسي ووطنه وشعبه، وقد استفاد الوطن من طاقته الكبيرة في ميدان العمل، وأفكاره الخلاقة، يدعم ذلك وطنية صادقة، ونبوغ متفرد في علوم الإدارة والمال والسياسة.
..........................................................................................يتبع