بمناسبة مئويته السادسة ( 1406 - 2006م) يحتفى به عالميا، فقد عقدت الجلسات العلمية من أجل قراءة المنجز الثقافي لابن خلدون في أروقة الدور الأكاديمية في فرنسا وانجلترا واسبانيا وغيرها وتم من خلال هذه الجلسات تحرير عدد من الدراسات المنهجية والعميقة في فكر ابن خلدون وتم أيضا طباعة عددٍ من كتبه باللغات العالمية الحيّة، خصوصاً مقدمته الشهيرة التي يعدّونها الارهاصات الأولى لبناء العصر الحديث، وقد احتفى الغرب بهذا الرمز والعلم والمعرفة في ظل تجاهل أمته وعقوق أبنائه ولم تسجل المجتمعات العربية حضوراً في هذه المناسبة إلا ما قام به المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) عندما عقد ملتقى عن (ابن خلدون ومنابع الحداثة) وجلسات مبثورة في حلب والقاهرة، ولم يصدر - وللأسف - في هذه المناسبة إلا كتاب يندب يتمه ألا وهو (لقاء التاريخ بالعصر) للدكتور محمد بن جابر الأنصاري. وعلى المستوى المحلي فلم يدرس أرث ابن خلدون إلا في صالون راشد المبارك عندما خصصت إحدى الأوراق للحديث عنه في هذا الموسم، ألقاها الدكتور أبوبكر باقادر، وجلسة أخرى عقدت على استحياء من قِبَل جمعية العلوم الاجتماعية، أما ما عدا ذلك فلا يزال ابن خلدون (نكرة) لم يعرّف بعد في جامعاتنا ومؤسساتنا الثقافية.