يشابه الجدل حول الفيلم المحلي (كيف الحال) في مستواه الفني ومدى تمثيله للواقع السعودي وغيرها من نقاط القوة والضعف، يشابه النقاش الدائر حول مستوى الفن التشكيلي المحلي بشكل عام ومستواه لدى التشكيليات على وجه الخصوص، لدرجة تصل عند البعض إلى التشكيك في مصداقية الأداء لديهن أو مدى أحقيتهن بالعرض أو الفوز في المسابقات.
هنا أشير إلى إيماني بأن مستوى التشكيل عند الذكور بشكل عام وجماعي (وليس فردي) مستواه أفضل وأعمق تجربةً وأغزر إنتاجاً في الكيف وليس الكم، وتأتي الفنانة في المرتبة الثانية من حيث مستوى الأداء, ولكن يجب ملاحظة عدد من الأمور قبل الحكم على هذا الأداء مثلما ألتمس البعض العذر قبل الحكم على فيلم (كيف الحال) بدلاً من مقارنته بأفلام هوليوود!!!
ومن هذه الأمور ما يلي:
1 - أن الثقافة التشكيلية السعودية حديثة نسبة إلى غيرها من الثقافات التي سبقتنا بمئات السنين في وقت كنا نتنقل في الصحراء ولا نمارس غير النسيج كفن! وهي أحدث بالنسبة للمرأة لعدم إتاحة فرص التعلم في هذا المجال إلا متأخراً.
2 - قليلة بل نادرة هي فرص التدريب والاحتكاك من خلال الدورات والورش التي تعزز تطور الممارسة التشكيلية للمرأة.
3 - كما أن حال تعليم الفن والتربية الفنية في التعليم العام لا يصل بالموهوب للمستوى الذي نطمح له، مما يؤدي إلى اندثار المواهب بين يدي المعلمين قبل أن تولد بسبب الأساليب التعليمية أو المنهج بشكل عام.
4 - أما الأهالي، فلا يوفرون لأبنائهم فرص إثراء رؤيتهم من خلال زيارات المعارض أو المتاحف، أو التعرف على التجارب الفنية العالمية أو المحلية، بل قد يوجهونهم من غير قصد إلى ازدراء امتهان الفن التشكيلي خصوصاً إذا أبدى الأبناء ذكاءً حاداً وقدرات ابتكارية، مع العلم أن الفنان الناجح بحاجة لهذه المهارات ليصل إلى مرحلة الإبداع! وعليه يجب أن يكون الحكم على مستوى الفن التشكيلي السعودي بشكل عام ومستواه لدى التشكيليات - على وجه الخصوص - واعياً بالظروف المحيطة والمؤثرات المباشرة فيه مما يستدعي عدم قمع التجارب الواعدة بل مساعدتها على تنمية تلك الموهبة وإتاحة فرص الاحتكاك والتعليم بالممارسة قبل إتاحة فرص العرض بالطبع، كما يجب أن نثق بالأجيال القادمة ونتأمل أن يكونوا أفضل من سابقيهم ونعول عليهم تطوير مستوى الفن لدينا لما يملكون من أدوات لم تكن متاحة لغيرهم (أو غيرهن) سابقا.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244