عمار العمار:
لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يتأهل منتخبنا إلى دور الأربعة قبل انطلاقة البطولة على حسب النتائج في تصفيات كأس العالم وبعد مباراته الافتتاحية أمام البحرين التي خسرها الأخضر، ولكن الأمور تغيرت والطموحات ازدادت بعد التصريح الاستفزازي من نائب رئيس الاتحاد العراقي الذي أهدى منتخبنا ورقة التأهل لملاقاة المنتخب العماني الذي أعادنا للحقيقة المرة وكشف عدة جوانب تستحق الوقوف عندها لنعيد هيبة الكرة السعودية.
الانتقاد حق للجميع ويجب أن ندرك بأنه أول خطوات التصحيح، ولعل الأمر لا يتلخص في أمر واحد يمكن حله، بل يشمل عدة أمور يجب الوقوف عليها بجدية في مكاشفة واضحة نضع خلالها أيدينا على الجرح ولنعالجه.
بداية من الهرم الرياضي الاتحاد السعودي لكرة القدم يجب أن يكون الانتقاد، فما هي الاستراتيجية التي يعمل بها اتحادنا السعودي؟ وماهي خططه لمستقبل الكرة السعودية؟ وماهي تطلعاته وأهدافه؟ وماذا حقق في فترة رئاسة الأستاذ ياسر المسحل؟.
الاستراتيجية لم تكن واضحة والخطط أثبتت فشلها بقرارات لم ولن تصب في مصلحة الكرة السعودية بتقليص عدد اللاعبين المحليين وتقليص فرصة مشاركات اللاعب المحلي في المنافسات المحلية، أما التطلعات فنؤمن بأنها كبيرة، ولكن المحصلة لا شيء عدا تأهل إلى كأس العالم 2022 وخروج من البطولات التي شارك بها الأخضر عربية وخليجية وآسيوية، فمن الأفضل أن يترجل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ويعلن استقالته مع كافة الأسماء ومنح الفرصة لأسماء جديدة.
نحن أمامنا معتركات عديدة يجب أن نعمل عليها بشكل جاد لنخرج بمنتخب طموح ومؤهل لمنافسة الآخرين، فكأس الخليج 2026 وكأس آسيا 2027 ستقام في المملكة العربية السعودية ومن المعيب أن نشارك فيهما لأجل المشاركة فقط بل يجب أن نشارك لأجل المنافسة والفوز باللقبين وهذا يتطلب عملاً جاداً من الاتحاد السعودي لصنع منتخب جديد وشاب، وكذلك بإعادة هيكلة العمل الإداري وإعادة تقييم الأمور لاسيما في موضوع مشاركة اللاعب المحلي في المنافسات المحلية.
عصب المنتخب هم لاعبو الأخضر ومن ينظر إلى التشكيل الأخير سواء مع مدربنا السابق مانشيني أو مع مدربنا الحالي رينارد يدرك بأن هذه هي حدود إمكانيات لاعبينا ولن نطالبهم بأكثر مما عملوا، وهذا يعود لعدة أسباب ذكرنا أولها عدم المشاركة كأساسيين في أنديتهم علاوة على فقدان الموهبة لدى اللاعب السعودي بسبب الاعتماد على اللاعب الجاهز وعدم نجاح الأكاديميات في تفريخ مواهب!
الإعلام هو أحد أهم أسباب الهدم وليس البناء في هذا الزمان، فمن يترك الحبل على الغارب لإعلاميين لا تهمهم مصلحة المنتخب من الطبيعي أن يجني ثمار هذا الأمر بانفلات إعلامي غير مسبوق، فهذا إعلام يتصيد على لاعبين دون آخرين، وآخر ينتقد بشكل سلبي وحاد بدافع الميول بلا رادع، وثالث ينظر بعين الميول لينتقد هدفاً لصالح الأخضر سجله لاعب فريق لا يروق له ورابع يطلب انتزاع شارة القيادة من قائد المنتخب ومنحها لآخر، وبرنامج يستضيف إعلامياً وافداً ليسقط على منتخبنا ولاعبيه، وآخرهم من يتمنى فوز منتخب غير منتخبنا بلقب البطولة! وللأسف كل هذا الأمر على مرأى ومسمع من المعنيين.
في الختام، منتخب الوطن للجميع وفرحه يفرحنا وحزنه يؤلمنا ويحزننا فمن غير المعقول أن نشاهد منتخبنا بهذا الشكل ونقف مكتوفي الأيدي بلا انتقاد إيجابي، فمن المعيب أن تكون آخر بطولة لمنتخبنا قبل 21 سنة ومن المخجل أن نرى أخضرنا يخرج من الدور الأول في بطولات سهلة والأدهى والأمر أن ينضب المعين السعودي من المواهب بسبب قرارات ارتجالية لا تخدم مصلحة الكرة السعودية.