منذ أن بدأت بالكتابة في هذه الصحيفة الرائدة وأنا دوماً أرجئ كتاباتي حتى يقترب موعد نشرها لكي نكون على اطلاع كامل ولا نستبق الأحداث قبل كتابة أي مقال، عدا هذا المقال الذي لم أشعر إلا وقلمي بات يكتب بلا توقف بعد خروج المنتخب مباشرة من كأس الخليج يوم الثلاثاء الماضي.
فخروج المنتخب السعودي من بطولة كأس الخليج لا يمكن وصفه إلا بأنه فصل جديد من الإخفاقات المتكررة التي تعكس واقعًا مريرًا تعيشه كرة القدم السعودية تحت إدارة إتحاد كرة القدم الحالي، فهذا الخروج ليس مجرد خسارة عابرة في بطولة إقليمية بل هو نتيجة سلسلة من الأخطاء الكارثية والتخبط الإداري وسوء التخطيط الذي يسيطر على المشهد الكروي في الاتحاد وعدم مواكبته هذا التطور الكبير والقفزة الهائلة لكرتنا المحلية نظير دعم القيادة -حفظها الله- لكرة القدم في السعودية، وقس هذا الأمر تحديداً بعد رحيل رينارد وإدارة الاتحاد الكوارثي لهذا الملف والمرحلة بشكل عام حتى وصلنا لما وصلنا إليه الآن لتبقى الأسئلة لماذا انتظرتم 6 أشهر بعد رينارد دون مدرب؟ ولماذا تعاقدتم مع مانشيني؟ ولماذا أحضرتم رينارد؟ كلها أسئلة متأكد بأن الإجابات ستصدم من يسمعها حيث ستوضح مما لا يدع مجالاً للشك أن هناك غيابا للإستراتيجية وتخبطا في إدارة المنتخبات بشكل عام والمنتخب الأول بشكل خاص، ولاحظوا بأنني لم أتطرق للحديث عن منتخبات الفئات السنية حيث فيها العجب العجاب من الأخطاء الإدارية والفنية، والتي جعلت من هذه المنتخبات في حال يرثى لها في ظل غياب الاهتمام الإعلامي والجماهيري عن هذه الفئة، والتي تأثر المنتخب الأول كثيراً بتدهور الفئات السنية نظير إشراف مدربين لايحملون أي سيرة تدريبية مشجعة واستبعاد العديد من الأكفاء المحليين تحديداً ، فالفئات السنية هي العمود الفقري لأي منتخب ناجح، ولكن الاتحاد السعودي تجاهلها لصالح تركيز سطحي على المنتخب الأول فقط والنتيجة؟ غياب المواهب وفجوة كبيرة بين الأجيال وعجز في إيجاد بدائل للاعبين الأساسيين.
استمرار هذا الاتحاد لا أراه إلا استفزاز لمشاعر الجمهور وأن تاريخ المنتخب السعودي بات على المحك، فهذا الاتحاد لم يقدم سوى وعود فارغة وإخفاقات متتالية وأثبت مرارًا أنه غير قادر على إدارة اللعبة، فخروج المنتخب السعودي من كأس الخليج ليس مجرد إخفاق رياضي بل هو شهادة واضحة على فشل الاتحاد السعودي في إدارة منظومة كرة القدم.
هذا الإخفاق المتكرر لا يمكن تجاهله والجماهير السعودية تستحق اتحادًا قادرًا على بناء منتخب قوي ومنافس، الاستقالة هي الخيار الوحيد المنطقي في هذه اللحظة ومن الواجب أن يبدأ العمل فورًا لإعادة بناء اللاعب السعودي والمنتخبات من الصفر ، فنحن وبكل واقعية وصدق ودون أي عاطفة أو مبالغة وصلنا فنياً إلى ما قبل « الصفر « في كرة القدم !
رسالتي
مع كل إخفاق يعلن تحمله للمسؤولية وهو ونحن نعلم بأنه مجرد « كلام « يجب أن يُقال لكي يتصف بالشجاعة، حتى بات يضيف عذرا جديدا يتم استخدامه حسب الظرف سواءً سلباً أم إيجاباً عن احتراف اللاعب السعودي ، حتى باتت هذه التصريحات مصدر استفزاز للشارع الرياضي، فإن كانت ثلث الشجاعة بالقول عند تحمل المسؤولية فالشجاعة كل الشجاعة أن يصحب هذا القول فعلاً كالاستقالة!.
** **
محمد العويفير - محلل فني
X: owiffeer