لم يكُن مستغرباً بالنسبة لي تعثر الهلال في مباراته السابقة أمام الخليج بالخسارة والتعادل من أمام السد القطري، وإن كنت لم أتوقع أن يأتي التعثر بهذه السرعة، ولكني توقعت أن الفريق قبل التوقف القادم سيخسر نقاط إحدى مبارياته التي سيلعبها والأسباب في ذلك كثيرة، دعونا نتفق أن كل الهلاليين يضعون جميع منافسات الموسم بكفة وكأس العالم للأندية بكفة أخرى وحدها، وهذا الأمر جعل جيسوس غارقاً بالتفكير ومفرطاً في تقديم التنازلات لكثير من مباريات هذا الموسم من حيث فرض أفكاره وأسلوبه في الذي لم يكن يتنازل عنها الموسم الماضي، من حيث حدة اللعب والمجهود البدني الوافر وعدم إيمانه بمبدأ التدوير كثيراً.
ورغم أهمية كأس العالم للأندية فإن التفكير المفرط بها قبل أسابيع من انطلاقها قد يفقد الفريق الزخم الذي يحتاجه للمنافسة على جميع الجبهات، إضافة إلى الضربات الموجعة التي يتعرض لها الفريق من خلال إصابة أهم لاعبيه والذين لا يوجد من يعوض غيابهم ولو بدرجة أقل كنيفيز ومالكوم، غياب هؤلاء اللاعبين جعل الهلال يفتقد الإبداع في الوسط والهجوم، وأدى إلى اعتماد الفريق بشكل أكبر على حلول تقليدية لم تكن فعالة أمام دفاعات الخليج أو السد، مازلت أتذكر حديثي للمقربين قبل بداية الموسم حول استغرابي الشديد من تخلي الهلال عن 3 لاعبين وسط دفعة واحدة، وهم سلمان والمالكي ومصعب، واعتماد الفريق على نيفيز وسافيتش وبدلائهما ناصر وكنو، والذين هم أقل بكثير من الأجانب وإن كان ناصر بات يقدم مستويات متميزة إلا أن الخلل اتضح بعد إصابة نيفيز مباشرة.
والمعضلة الأخرى اعتماد الهلال على مهاجم صريح للعب في مركز خلف المهاجم بأدوار لا تتناسب مع خصائصه أبداً، وإن قلنا الحل بإعادة مالكوم لهذا المركز فإن الفريق قد فرّغ مركز الجناح الأيمن، حيث لا يوجد من يستحق المشاركة فيه في الفترة الحالية، وهذا ما يعطينا مؤشراً إلى أن الهلال يجب أن يدخل بقوة في سباق التعاقدات الشتوية للتوقيع مع لاعبين في هذه المراكز التي يعاني منها الفريق.
تعثر الهلال لا يعني أنه بعيد عن العودة للمسار الصحيح، ولكنه يسلط الضوء على أهمية إيجاد توازن بين التخطيط طويل المدى للمشاركة في البطولات الكبرى والاهتمام بالمباريات الجارية، عودة نيفيز ومالكوم إلى التشكيلة مع اعتماد نهج تكتيكي أكثر مرونة من قبل جيسوس قد يكون المفتاح لعودة الهلال إلى مستواه المعتاد، في النهاية على الهلال إدارة المرحلة بحكمة وواقعية والتركيز على تقديم الأداء القوي في جميع البطولات لأن الجماهير تطالب دائمًا برؤية فريقها في القمة، سواء في المنافسات المحلية أو العالمية.
رسالتي
هذا الطاقم الكوري الذي أدار لقاء الهلال والسد من الحكام الذين لن أنسى ما فعلوه من جُرم ما حييت، أما الاتحاد السعودي فلست مستغرباً منه دبلوماسيته المفرطة في كل القضايا، ومثاليته التي باتت غير مستساغة في بعض ما يمس أنديتنا خارجياً.
** **
محمد العويفير - محلل فني
X: owiffeer