«الجزيرة» - طارق العبودي:
باتت مهمة الأخضر أصعب وأكثر تعقيدا من ذي قبل، ودخل في عملية الحسابات بحثا عن البطاقة الثانية في المجموعة الثالثة المؤهلة مباشرة إلى مونديال 2026 بعد أن طار المنتخب الياباني بالبطاقة الأولى بلا منافس أو مساير.
نعم مهمة وآمال الأخضر أصبحت صعبة.. صعبة.. صعبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قياسا بما يقدمه داخل الميدان، وكان آخر ذلك «خسارة غير متوقعة» ولم تكن في الحسبان بهدفين نظيفين من المنتخب الإندونيسي الذي كان يتذيل جدول ترتيب المجموعة ولعب آخر الدقائق منقوصا عدديا إثر استبعاد لاعبه جاستن هوبنر بالبطاقة الحمراء.
ورغم كل هذا ما زال هناك شيء من الأمل في أن ينصلح الحال وتتعدل الأوضاع فليس هناك في كرة القدم شيء اسمه مستحيل.
خسر الأخضر السعودي بأداء متواضع في وقت كان الجميع يترقب فوزا مريحا يقربه كثيرا من بطاقة التأهل، خصوصا بعد الأداء والروح العالية التي قدمها قبل 5 أيام امام المنتخب الأسترالي وجماهيره مع عودة الفرنسي رينارد خلفا للإيطالي مانشيني، خسر الأخضر وأصبح مستقبله في التصفيات مرتبطا بنتائج المنتخبات الأربعة الأخرى «أستراليا والصين وإندونيسيا والبحرين» على أمل أن تخدمه وتقدم له بطاقة التأهل بارتياح.
بهذه النتيجة تجمد رصيد الأخضر على ست نقاط من 6 مباريات وارتفع رصيد إندونيسيا إلى ذات الرقم ومعهما المنتخب الصيني «قبل المواجهة بين المنتخبين الأسترالي والبحريني» ليشتعل التنافس من جديد حول من يلحق بالكمبيوتر الياباني ومن يتجه إلى الملحق.
وبعودة إلى المباراة التي احتضنها استاد غيلورا بونغ كارنو بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا فقد اختار لها الفرنسي إيرفي رينارد المدير الفني للأخضر قائمة ضمت: أحمد الكسار وسعود عبدالحميد وحسان تمبكتي وعلي البليهي وياسر الشهراني وفيصل الغامدي ومحمد كنو وناصر الدوسري ومروان الصحفي ومحمد القحطاني وفراس البريكان، وهي ذات القائمة التي واجه بها أستراليا باستثناء دخول كنو والقحطاني بديلين عن مصعب والشهري.
وجاءت بدايتها قوية وحماسية من الجانب الإندونيسي الذي استغل عوامل الأرض والدعم الجماهيري الكبير والأمطار الغزيرة التي اعتادوا عليها، وشهدت الدقيقة الثانية هجمة إندونيسية خطرة جدا عندما انسل المهاجم من بين المدافعين كاسرا مصيدة التسلل وسدد الكرة باتجاه المرمى لكن القائم كان له رأي آخر وتصدى لها.وبنفس الطريقة انطلق مهاجم إندونيسي من بين المدافعين وتقدم للأمام وسدد لحظة خروج الكسار تجاهه لكن الكرة مرت بجوار القائم بقليل «8».
بعدها بدأ لاعبو المنتخب السعودي يدخلون أجواء المباراة شيئا فشيئا، وكانت نسبة الاستحواذ لديهم أعلى بكثير من أصحاب الأرض، لكنه كان استحواذا سلبيا بلا خطورة تذكر، وسط اجتهادات طغت عليها الفردية والتمريرات الخاطئة، ليتمكن أصحاب الأرض من تسجيل الهدف الأول بعد مرور 31 دقيقة عن طريق الخطر مارسيلينيو بعد أن تلقى عرضية ولا أروع!.
الشوط الثاني استهله رينارد بإدخال المهاجم عبدالله رديف بدلا عن محمد القحطاني الذي كان أنشط لاعبي منتخبنا في الشوط الأول وأكثرهم حيوية ورغبة، وكان من الأجدى إخراج فراس البريكان الذي لم يكن له وجود يذكر.
وفي غمرة الأفضلية الخضراء سجل المنتخب الإندونيسي هدفه الثاني الذي عزز به تقدمه وحطم الأمل السعودي في الخروج بنتيجة إيجابية، فمن كرة كانت بدايتها ركنية سعودية وتحولت إلى هجمة مرتدة خطرة جدا وصلت كرتها إلى مارسيلينيو بعد عرضية تكررت كثيرا في المباراة فسدد الكرة وتصدى لها الكسار وارتدت له ثانية فيسجلها بلا مضايقة «57»!.
بعدها أجرى رينارد تبديلات هجومية على أمل لعل وعسى بغية التعديل، لكن كل المحاولات باءت بالفشل حتى في ظل لعب المنتخب الإندونيسي منقوصا في آخر الدقائق، وحرمت العارضة الإندونيسية الأخضر السعودي من هدف محقق عندما أطلق محمد كنو تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء تصدت لها العارضة في الوقت بدل الضائع، لتنتهي المباراة بفوز إندونيسي مستحق هو الأول تاريخيا.
- الحكم الأوزبكي رستم تساهل مع أحد مدافعي إندونيسيا بعد دخوله العنيف والخطر على القحطاني، واكتفى بمنحه إنذارا أصفر رغم استدعائه من var، كما أنه ومساعديه احتسبا الهدف الأول رغم أن بداية الهجمة كانت خطأ لمصلحة المنتخب السعودي.
- آمال الأخضر لم تنعدم وفرصته لم تتلاشى، وما تزال هناك حظوظ بتأهله وستكون عودة المصابين وفي مقدمتهم القائد سالم الدوسري والمحور عبدالإله المالكي عوامل دعم له.