محمد العبدالوهاب
بصرف النظر عن مواجهة الأمس وما آلت إليه نتيجتها أمام منتخب إندونيسيا، فأنا أتحدث عن الروح العالية المتعارف عليها من نسورنا الخضر والتي عادت مع المدرب رينارد، منذ تسلمه لمهام التدريب ومراهنته على التأهل للعالمية ثقة بمن معه ويدرك حجم قدراتهم الفنية، رغم حظه (العاثر) لافتقاده لأهم العناصر المؤثرة بداعي الإصابة! متحديا تلك الظروف العصيبة والعقبات المحيطة التي جانبها الكثير من الإخفاقات في بداية المشوار من التصفيات، وقبوله للتحدي لقناعته بأن هذا ما يميز كبير آسيا الأخضر.
.. دعواتنا بأن يحالف نسورنا التوفيق بما تبقى من مواجهات تكون بمنزلة (لقاح) بالمنافسة على صدارة المجموعة ولو على المركز الثاني والظهور بوجه آخر ومشرف يعيد للأذهان تلك الملحمة الكروية الباذخة أمام الأرجنتين بالمونديال العالمي الماضي.
دورة الخليج
عقود زمنية مرت وتناقلت بين أجيال من النجوم الكروية نتذكرها ونستعيد تفاصيلها كل ما حان موعد إطلالة دورة الخليج، وكأنها لم تكن بدايات الكرة في دول المنطقة حتى أصبحت أرثا تأصلت فيه روح المحبة والألفة والتنافس الشريف بين أبناء مجلس التعاون في كيان واحد والتي للأمانة تعد من أهم المكاسب، وإلى أعوام ما بعد الثمانينيات الميلادية احدثت تلك المنتخبات تطورات عميقة أثرت المنافسة في ألقابها.. تطور بالمستوى والأداء وبزوغ النجوم، وكان لها الأثر الأكبر في وصول وارتقاء بعض المنتخبات بالوصول للمنافسات القارية وتحقيق ألقابها ومنها طرق باب العالمية والتأهل لمونديالاتها.
..أقول: بعد شهرين من الآن ستطل علينا برأسها من جديد، الذي يرى فيه (العقلاء) أنها مرحلة بدائية وانتهت ولم تعد بذلك الزخم والمتابعة والاهتمام الإعلامي والحضور الجماهيري، كما كانت، خصوصا بعد ما نفذت مكاسبها الفنية، لدرجة أصبحت فيه اليوم (حجرة عثرة) في روزنامة الموسم تتوقف بسببها المنافسات المحلية، وتخلق ربكة للأندية في مشاركاتها الخارجية أو حتى في استحقاق منتخباتها! مطالبين فيها أن تكون مقتصرة على الفئات السنية وبالذات (الأولمبي) الغائب عن الأولمبياد منذ أعوام لعدم وجود دوري أو بطولات خليجية تسهم في تحضيره وتأهيله المنافسات الخارجية.
.. أما إذا كانت المجاملات تتحتم على مشاركة المنتخب الأول، فأتمنى اقتصاره على تشكيله من دوري يلو، ليمكن من خلال الاطلاع على نجوم قد تكون رافدا لمنتخبنا (الأساسي) الأول.
الحس الوطني
كنت في لقاء إعلامي بديوانية آل حسين التاريخية، وكان ضيفه معالي د.عبدالرحمن الهزاع وكيل وزارة الإعلام رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون (السابق) كان عنوانها:
(الإعلام السعودي ورؤية 2030)
تطرق من خلاله للرؤية العظيمة وما حققته حتى الآن من منجزات فخمة منها واضحة للعيان وعلى أرض الواقع، وأخرى البقية الباقية بصدد التنفيذ.
وبسؤال لمعاليه عن من هو الإعلامي؟ أجاب: كل من لديه حس وطني فهو إعلامي، الذي يفترض أن يستغل المساحة المتاحة له عبر التواصل الاجتماعي من تويتر وفيسبوك وغيرهما من التطبيقات، للحديث عما وصلت إليه المملكة من تطور ونهضة في صناعة تنمية شاملة على كل الصعد والاتجاهات ووصولها لمصاف الدول العالمية تحديدا مجموعة الـ20 الاقتصادية، خصوصا في ظل التحديات والمنجزات التي فاقت الخيال، مما أثارت نفوس الأعداء والحاقدين على هذا الوطن الطاهر، وإن كنت أجزم بأن الكل لديه هذا(الحس) بفكره ووعيه العميقين تجاه وطنه، ولديه القدرة الذهنية والمعطيات وبالتصدي على الأعداء بالحقائق والأرقام التي أسهمت بأن تكون فيها المملكة وجهة العالم نحو الاقتصاد والسياحة والرياضة، خصوصا بالحدثين القادمين الاستثنائيين: معرض إكسبو ومونديال كأس العالم.
..أقول: استوقفت كثيرا عند جملة أو عبارة قالها معاليه:
(الحس الوطني) كم هي من مفردة رائعة وأخاذة إن توافرت كسلوك وممارسة وثقافة لدى عامة الناس وفي كافة شرائحهم.
آخر المطاف
قالوا..
لا تجعل من عقلك وكرا يختزن ما يبثه المتخلفون والحاقدون ليفرغوا فيه تلوثهم وسمومهم ويغادرون، بل لا تستقبل إلا من يشبهه ويليق به.
فعقلك وديعة وأمانة عندك فحافظ عليه.