رغم جرائم نوري المالكي غير الإنسانية التي يمارسها بحق العراقيين، ونهب ثروات العراق -المالية والنفطية-، وتهريبهما إلى إيران، وجعل العراق ساحة للصراعات -الإقليمية والدولية-، وتجنييد الإرهاب بأوسع أبوابه، وعرقلته لمسيرته السياسية، ها هو اليوم يناشد في خطابه العتيد من كربلاء، والذي يقع في إطار دعاية انتخابية، ومحاولة تعبئة النفس الطائفي ضد مكونات المجتمع العراقي؛ ليطالب بتحويل القبلة من كربلاء بدلا من مكة.
ليس غريباً أن يسفك المالكي دماء الأبرياء، ويمارس لعبة المفخخات المتفجرة، ويرتكب أفعالا إرهابية؛ من أجل تفكيك النسيج العراقي؛ نتيجة سياساته الطائفية المقيتة، والقائمة على أسس ضيقة مع أنه أول من يعلم، بأن عمر الحكم الطائفي لن يكون مديداً.. وبقدر الخلاص من حصصه الطائفية، ستتقلص آلام الشعب العراقي، وستتلاشى الآثار الناجمة عنها، والمرتبطة بها.
الباب لم يزل مفتوحاً أمام العديد من المفاجآت غير السارة، والمالكي له صفات تؤهله؛ لارتكاب مزيد من الفساد، وبأعلى المستويات، وذلك من خلال التخندق بمشاعر الطائفية، والانغلاق عليها بذاتها، والاتجاه بشرائح المجتمع العراقي المتعددة نحو مزيد من القتل الجماعي، والتهميش، والإقصاء. فهو وإن نعى غيره بتهمة الإرهاب، إلا أنه يتناسى تاريخه الملطخ بالفضائح، وتكريس النفس الطائفي، وتقسيم المجتمع على أسس طائفية، وتوزيع المناصب الحكومية، والإدارية وفق تلك الأسس، وتحت سطوة السلاح، والقوة، وبصور مرعبة.
يجب أن يدعم العراقيون الوثائق التي تدين المالكي في المحكمة الجنائية الدولية، وتصنيفه كمجرم حرب، وإدراج حزبه على قائمة المنظمات الإرهابية في العالم؛ لأنه أغرق العراق في بحر من الدماء؛ ثأرا لثأرات تاريخية، وأحقاد طائفية، وأطماع إيرانية توسعية؛ من أجل تحقيق مشروعها في انتشار المد الصفوي.. وأغفل في المقابل، بناء سياسي موحد ضمن إطار الوطن الواحد؛ ليستوعب الجميع، دون النظر إلى انتماءاتهم الأخرى.