أفرح كثيراً حينما أفاجأ بنص ٍمدهش أتشرف بإهدائه للقارئ الكريم الذي منحني ثقته الغالية باختيار ما يتعلق بمتعته وفائدته، فالنص الجميل الرائع الذي يبذل شاعره ما لا أعلمه من الحرص على أن لا يرسل إلا ما يظن أنه موافق لطموح عاشق الشعر ومتلقيه وكأنه أدرك ما أريد وتقاسم معي محاولة رضا الناس وإن لم تُدرك، وعلمه التام أنني قد أجامل في أشياء كثيرة ليس من بينها الشعر.
وتتضاعف فرحتي حينما يكون صاحب ذلك النص جديدا على ذائقتي ولم أسمع به من قبل فأصدقائي الحقيقيون هنا في مدارات من يبعثون إليّ بالجيد من الشعر والنثر ويتساوى بالمنزلة لدى الرجال والنساء مع احتفاظي بقدر من تكرر إرساله للجميل وحرصي على أن يجد المكان المريح كما تعود مني، وقد يبعث إلي أحد الأصدقاء أو الزملاء أو المقربين بنص لا يليق بانتظار قارئي الكريم فأرفضه لخلوه الإبداع والإدهاش وأبيّن له سبب اعتراضي عليه، لذا فمن أحسب له ألف حساب قارئ قد لا أراه أو أسمع صوته أو أتلقى منه رسالة احتجاج على تدني مستوى ما أقدمه له، مع أن من حقه أن يعترض علي إذا جاء دون مستوى ما يتطلع أن يجده في صحيفته.