كورونا البعارين..!!

رفضت وزارة الصحة ما تقدم به طبيب مغمور قبل عام بأن الجمل قد يكون سبباً في وجود فيروس كورونا، واستمرت بالرفض والنفي مؤكدة أن معظم الحالات التي أصابت الإنسان في السابق بالفيروس لم تكن لها علاقة أو صلة بالجمل، ولم تقر بأنه قد يكون هو المصدر أو الوسيط الحيواني الوحيد لانتقال العدوى، بل سخرت من كيفية طريقة انتقالها للإنسان! وساندتها في ذلك منظمة الصحة العالمية التي لم تصدر أي توجيهات للتحذير من التعامل مع الإبل. كما وقفت في صفهم منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” ونفت أية علاقة بين الإبل وظهور وانتشار فيروس (كورونا) واكتفت بأن الأدلة المتاحة حالياً للفيروس بين صفوف البشر ليست كافية لتحديد المصدر بدقة، سواء كان مصدراً حيوانياً أم بشرياً.

وبعد أن بلغت الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا -حتى اليوم- ثلاثة وخمسين شخصاً من مجمل مائة وسبع وعشرين إصابة؛ أعلنت وزارة الصحة وللمرة الأولى اكتشاف جمل مصاب بفيروس كورونا في محافظة جدة في حين صاحبه يتلقى العلاج في المستشفى.. وقد أصاب الخبر كثيراً من مربي الإبل وتجارها بالهلع والذعر.

لست أدري ما موقف منظمة الأغذية العالمية بعد نفيها وكذلك منظمة الصحة العالمية على التقليل من خطورتها وتخاذلها وعدم تحذيرها من البعارين..؟.

أما وزارة الصحة فإنها تناست رفضها ونفيها وسخريتها من مجرد الفكرة، وأبدت سعادتها من هذا الاكتشاف الكبير الذي جاء عرضاً، وأعلنت أنه في (حال ثبوت تطابق الفيروس المصاب به المريض و(الجَمل) فإن ذلك يعد كشفاً علمياً لأول مرة على مستوى العالم، ويعد فتحاً لمعرفة مصدر الفيروس وسيساهم -بإذن الله- في معرفة العالم لوبائية المرض وطرق انتقاله).

وأخيراً تم اكتشاف اللغز الذي استمر عدة سنوات ومنجل المرض يحصد البشر! ولو كان لدينا أدنى بداهة لعرفنا أن (بلانا) من داخلنا! فنحن أكبر شعب يحتك بالإبل ويجد سعادته معها.