نما وتطور هذا الإعلام الإلكتروني في بداية هذا القرن، وتحديدا عام 2000، حين ظهرت المواقع الحوارية الشاملة أو ما تسمى بالمنتديات، نجد فيها أقساما عدة ما اختلط بها الغث مع النقي حتى تجاور قسم الطبخ مع قسم الفكر وتطورت بعد عدة أعوام بأن تكون نخبوية بمعنى تقلصت إلى أن يكون المنتدى بأقسام قد لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة فكانت تخصصية مثل منتديات مختصة بالأدب أو بالفنون أو بالتقنية..
..وفجأة ظهرت لنا على السطح المدونات الشخصية فكان منها المحتوى النص مثل المقالات أو القصص أو الرؤى الفكرية، ومنها ما كان محتواه كمقاطع الفيديو والصوتيات وأخرى للصور واللوحات التشكيلية والصور الفوتوغرافية وبعضهم وخلال هذا النمو ظهرت الصحف الإلكترونية... فكانت هي جملة من تراكمات هذا النمو فكانت قوتها للأرشفة وسرعة نقل الخبر والتغطيات بالصوت والصور والفيديو المسجلة بشكل يفوق المطبوع أو الإذاعة أو التلفاز مما اضطر الإعلام التقليدي بوجه عام من المطبوع والإذاعة والتلفاز أن يكون الطرح الإلكتروني هو المصدر والدليل على ذلك ما ترونه في نشرات أخبار قناة الجزيرة والعربية حين تغطي الثورات بالربيع العربي.
كيف استفاد المثقفون والمبدعون من الإعلام الإلكتروني..؟؟
مما لا شك فيه أن سقف الحرية بالإعلام الإلكتروني أعلى بكثير من الإعلام التقليدي أو الرسمي وهنا وجد المبدع ضالته بأن يحلق بفضاءات لا حدود لها، أي أنه تجرد من كل القيود الفكرية والمؤسساتية أو ما تسمى (الرقابة والرقيب) التي كانت قابعة في ثنايا فكره، وهذا النتاج الثقافي والفكري والأدبي والفني انعكس تلقائيا على المتلقي (العامة من الناس) مما أدى لتغيرات أنظمة مستبدة قائمة على جلد الذات واعتقال المبدعين والفضل يعود بعد الله للإعلام الإلكتروني.
وهنا لا ننكر بعض الفضل للإعلام التقليدي بأن دعم المبدعين بشكل نخبوي لا أكثر في القرن الماضي ولكن لم يتمكن من التغيير والتوعية بالمجتمعات مثل قدرة الإعلام الإلكتروني.
ربما ساءل البعض منكم ماذا بعد ذلك الآن ظهر جيل جديد من الإعلام الإلكتروني وهو البث المباشر لقنوات مرئية مثلها مثل القنوات الفضائية ولا تكلف صاحب المشروع 2000 دولار، وبإمكان المتلقي أو القاري مشاهدتها بكامل نقاوة الصورة عالية الجودة، وسوف يكون الإنترنت خلال السنوات القريبة المقبلة عن طريق الأقمار الصناعة وهو حاصل الآن بشكل جزئي وسوف يعمم حتى تنضج التجربة ويكون بأسعار زهيدة ويمتلكه جدلا راعي الغنم الذي يبعد عن برج الجوال أكثر من مائة كيلومتر بعمق الصحراء.