فرضا وجدلا أو حتى عبثا أطلقت على نفسي لقبا أو صفة لا أنتمي لها لا من قريب ولا من بعيد، مثل الفنان العالمي أو الرائد أو المجدد حتى أشبع رغباتي أو نواقصي الفسيولوجية بها وأنتشي بين جلسائي بهامة مرفوعة، حتى وإن كانت وقتية، كل ذلك فرضا وجدلا وعبثا لا أكثر. أما ذلك المدعي فيقول بواقعه إنه أصبح فنانا عالميا أو أنه أحد رواد التشكيل السعودي.
سوف استظرف وأقول له «وش تحس بوه يوم تسمي نفسك تسذا»..!!
لماذا هذه البهرجة بالألقاب والتعالي على العامة وذوي الألباب يا أنت من تنعت نفسك بالعالمي.. كيف لك أن تستخف بنا وبعقولنا؟ من أعطاك الحق بهذا؟ هل مجرد مشاركة لك بمعرض بالبندقية أو بمصر وبالدول الإسكندنافية وقبل أن يغيب شمس يومك الثاني من المشاركة تظهر لنا وتتبجح علينا بأنك أصبحت فنانا عالميا.
ألا تقتدي بالمرحوم الفنان محمد السليم صاحب المدرسة الأفقية، والمرحوم ضياء عزيز، كانا متواضعين ويكتفيان بأنهما فنانان تشكيليان وحسب، مع العلم بأنهما يحملان لقب عالمي، ولم نسمع أحدًا منهما أحدا يصف نفسه بالعالمي أو الرائد مع أنهما رمزان يفتخر بهما المشهد التشكيلي السعودي وأصحاب مدارس يحكي بها القاصي والداني.
التوصيف بالألقاب الكاذبة ظاهرة بدأت منذ العقد الماضي فليست وليدة وقتنا الحاضر وليس كل تشكيلي رائد أو عالمي، فكل من هاتين الصفتين لها معايير يقيم منها الفنان حتى يلقب ذاته بالعالمي، ليجعل حول اسمه بريقا من الهرطقة الإعلامية الكاذبة بمساعدة الشريك المغفل ذلك الصحفي غير المختص بالشؤون البصرية لتظهر لنا الصحف بعناوين ذات البعد المميز أن الفنان العالمي أو الفنانة العالمية شاركوا بمعرض أوروبي، وحقيقة الأمر أن هذا العالمي - مع تحفظي على اللقب - يحتاج إلى تثقيف بجرعات مكثفة حتى يقف على أولى عتبات العالمية والثقافة الفنية.
وحتى نكون منصفين لهذه الظاهرة التي هي نتاج طبيعي للتجاهل النظام للفنون والتخبط الحاصل لدى وزارة الثقافة والإعلام وعدم إعطاء الفنون البصرية والمشهد الثقافي بصفة عامة حقه من التأسيس كأسس ينطلق منها المبدع يكون جسرا لتذليل العقبات وإعادة قولبة آلية الوزارة والمؤسسات التابعة لها بشكل يتواكب مع التسارع الفني الذي أخذه بعض الفنانين إلى آفاق ما بعد الضوء.
هذا النموذج يجعلنا نتوقف عند حالته ونعيد حساباتنا، ونطرح التساؤل.. هل يستحق لقب رائد أو عالمي بالحركة التشكيلية السعودية أم أنه مجرد ألقاب ليس إلا..؟!! ما هي معايير لقب رائد أو عالمي وكيف نقيِّمه..؟!