انهار وقف إطلاق النار بين المتمردين الحوثيين الرافضة والسلفيين السنَّة في منطقة دماج بشمال اليمن بعد ساعات من إعلانه ودخول الصليب الأحمر لإجلاء الجرحى من منطقة النزاع، بحسبما أفادت مصادر من الطرفين أمس الثلاثاء. وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن جمال بن عمر أعلن الاثنين التَّوصُّل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين بعد أيام من القتال المستعر، فيما أكَّد الصليب الأحمر إجلاء 23 جريحًا هم الذين إصاباتهم الأكثر خطورة بين الجرحى.
وقال علي البخيتي المتحدث باسم الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني لوكالة فرانس برس: إن «وقف إطلاق النار سرعان ما انهار بعد ساعات فقط». ويزعم البخيتي، أن السبب «هو أن الشيخ يحيى الحجوري (الذي يدير المجمع التَّعليمي السلفي في دماج) لم يستطع السيطرة على المسلحين الأجانب المتمركزين في محيط دماج». والمركز التَّعليمي السلفي الواقع في ضواحي مدينة صعدة، معقل الحوثيين الرافضة، هو في صلب نزاع مستمر منذ عدَّة سنوات بين المتمردين الرافضة والسلفيين السنّة. وقد احتدم القتال الأسبوع الماضي بين الطرفين فيما أكَّد السلفيون أن قصف الحوثيين أسفر عن مقتل العشرات منهم.
من جهته، قال المتحدث باسم السلفيين في دماج سرور الوادعي لوكالة فرانس برس: إن «الهدنة انهارت بعد ساعتين فقط بسبب تعنت الحوثيين».
وذكر الوادعي أن المسلحين الحوثيين «لم يسمحوا بهدنة حتَّى أثناء دخول فريق الصليب الأحمر حين قتل أحد طلاب المركز».
وبحسب المتحدث السلفي، فإنَّ مركز دماج ما زال يتعرض للقصف بشتَّى أنواع الأسلحة من قبل الحوثيين الذين يحاصرون المنطقة، مشيرًا إلى أن الصليب الأحمر أجلى 23 جريحًا من أصل مئتين في المكان.
كما ذكر أن بين قتلى المركز «عدد من الأجانب بينهم فرنسي وكندي وروسي وآسيويون».
وصعدة هي معقل التمرد الحوثي الرافضي الذي خاض ست حروب مع الحكومة اليمنية منذ 2004م ويشارك حاليًّا في العملية السياسيَّة الانتقالية.
وشهدت منطقة دماج مواجهات متقطعة بين السلفيين والحوثيين منذ 2011.
وكانت هذه المواجهات اشتدت خلال الاحتجاجات التي شهدها اليمن في 2011 ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
واحتدمت التوترات مجدَّدًا في الآونة الأخيرة في المنطقة بموازاة عدم التَّوصُّل إلى توافق نهائي في الحوار الوطني اليمني، وبموازاة احتدام التوتر الطائفي في المنطقة عمومًا.