انطلقت في طهران وسائر المدن الإيرانية مسيرات تندد بالسلوك الأمريكية ضد إيران وتطالب بتصحيح مواقفها. وحمل المشاركون في المسيرات لافتات مناهضة لأمريكا ورددوا هتافات ضد المؤامرات الأمريكية - الغربية وشارك في هذه المراسم أيضا مسؤولون إيرانيون بمن فيهم نواب البرلمان والجامعيين. وقد أضرم المشاركون في المسيرات النار بالعلم الأمريكي أمام السفارة الأمريكية السابقة في طهران وذلك احتجاجا على ما أطلقوا بـ(المؤامرات التي تحوكها واشنطن ضد الشعب الإيراني منذ 3 عقود) وفي هذا السياق أعلن ممثل قائد الثورة في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في كلمته خلال المراسم: إن أمريكا ارتكبت الكثير من المؤامرات ضد إيران على مدى السنوات التي تلت انتصار الثورة مؤكدا أن الشعب الإيراني لا يحسن الظن بأعدائه لافتقارهم إلى المنطق السليم. وقال جليلي: إن من أهم الحقائق التي أكد عليها قائد الثورة الراحل الخميني هي أنه لا يمكن الوصول إلى الاستقلال من دون إنهاء الاستبداد وأضاف: إذا أردنا تحقيق الاستقلال الحقيقي فإن علينا قطع أصابع الاستكبار.
من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن إيران تنتظر تغييرا عمليا في النهج الغربي على أساس الاحترام والتكريم وعلى الغرب التعامل مع التوجه الإيراني الجديد بشكل يتناسب مع هذا التوجه. وقال ظريف لدى استقباله وكيل وزير خارجية النمسا راين هولد لوباكنا الذي يزور طهران: حاليا لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين.. وتحدث وزير الخارجية الإيراني عن سير المفاوضات الأخيرة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة 5+1 على مختلف الأصعدة والمفاوضات المقبلة في جنيف مؤكدة ضرورة أداء الدول الأوروبية دورها المستقل البناء لتعزيز هذه الوتيرة السياسية لحل ما تبقى من مسائل ثنائية. وأشار إلى أجواء انعدام الثقة والتشاؤم التي تسود الرأي العام الإيراني إزاء التعامل الغربي السابق حيال إيران واتضاح فشل إطلاق التهديد وفرض الحظر ورأى أن الحظر إنما أدى إلى المزيد من التشاؤم وعدم الثقة بالغرب أكثر من أي وقت مضى. وأعلن الوزير ظريف استعداد إيران للتعامل والتعامل مع الدول الأوروبية في المجالات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية وخاصة في مجال تعزيز الأمن في المنطقة واستخدام كل الطاقات في هذا الخصوص مشدداً على أن ذلك إنما يتم من خلال الأخذ بعين الاعتبار دور الدول الفاعلة مثل إيران.