أعلن «الائتلاف الوطني» السوري المعارض، أكبر تشكيلات المعارضة السياسية السورية، أنه مستعد لإرسال وفد من التقنيين والفنيين العاملين بإحدى وحداته للقاء ممثلين تقنيين عن النظام السوري ومندوبين عن الأمم المتحدة. وذكر الائتلاف، في بيان صادر عنه الاثنين، أن نقاشاً جرى بين ما وصفه بالمجموعة الدولية وروسيا «حول موضوع إيصال المعونات الإغاثية للمناطق المحاصرة وبحث موضوع عقد لقاء تقني بين مندوبين تقنيين مرسلين من قِبل الائتلاف من بين العاملين في وحدة تنسيق الدعم ومندوبين تقنيين من جانب النظام ومنظمات الأمم المتحدة». وأعرب الائتلاف عن الاستعداد «لإرسال وفد من التقنيين والفنيين العاملين في مجال العمل الإنساني في وحدة تنسيق الدعم لدراسة إمكانية وطرق السماح بالمرور الآمن للقوافل الإغاثية مع المنظمات الدولية الإنسانية والأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، مع إمكانية وجود وفد من الهلال الأحمر السوري لبحث التفاصيل اللوجستية والفنية مع المعنيين الدوليين في الملف الإنساني». وأشار البيان إلى أنه «تم التأكيد للمجموعة الدولية أن الوفد لن يضم أعضاء شخصيات سياسية من الائتلاف»، مضيفاً بأنه «حتى هذه اللحظة لم يتلقَّ الائتلاف أي طلب رسمي أو غير رسمي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من الطرف الروسي للتواصل بهذا الشأن». وذكر الائتلاف أن هذا الملف «يتعلق بمسألة إنسانية بامتياز»، مشدداً على أهمية «الوصول إلى صيغة دولية ملزمة للنظام بهذا الصدد». ولفت البيان إلى أن «فك الحصار والسماح للقوافل الإغاثية والإنسانية بالمرور واحدٌ من أهم الأهداف التي يسعى الائتلاف الوطني السوري إلى تحقيقها، وسيستمر بمواصلة المطالبة بهذا الحق الطبيعي والمشروع بشتى السبل من أجل رفع المعاناة عن شعبنا التزاماً منا بإعلاء الصوت لفضح ممارسات النظام الهمجية».
من جهة أخرى ضبطت السلطات التركية على الحدود السورية كمية كبيرة من المواد الكيميائية التي يمكن استخدامها في إنتاج أسلحة، واعتقلت مشبوهاً، كما أعلن الجيش التركي مساء الأحد. وأوضحت رئاسة هيئة أركان الجيش في بيان أن عملية المصادرة جرت السبت في بلدة الريحانية في جنوب شرق تركيا على الحدود مع سوريا؛ إذ حاولت قافلة من ثلاث سيارات عبور الحدود بصورة غير قانونية. ولم يتمكن رجال الدرك من توقيف السيارات إلا بعد استخدام أسلحتهم وإطلاق النار على عجلاتها؛ ما دفع سائقيها الثلاثة إلى الفرار نحو سوريا. وأضاف الجيش بأنه تم توقيف أحدهم من دون الكشف عن جنسيته. والشحنة التي تمت مصادرتها، وتضم كبريتاً ومادة غير محددة، تخضع للفحص حالياً من قِبل متخصصين في الجيش، بحسب البيان. وتدعم تركيا المعارضين المسلحين في النزاع الدائر في سوريا منذ آذار/ مارس 2011 ضد نظام بشار الأسد، لكنها نفت على الدوام تزويدهم بأسلحة.
والخميس الماضي أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الأسلحة الكيميائية المعروفة التي يملكها الجيش السوري خضعت للتفتيش، وختمت بالشمع الأحمر، واعتبرت مواقع إنتاجها غير قابلة للاستخدام. ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مكلفة بالإشراف على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، أبعد التهديد بشن ضربات جوية أمريكية ضد سوريا، كانت متوقعة في أعقاب هجوم دموي بالأسلحة الكيميائية في 21 آب/ أغسطس قرب دمشق، نُسب إلى النظام الذي نفى أي تورط له فيه.
وعلى الصعيد الميداني، سيطر مقاتلون أكراد على 19 قرية في ريف مدينة راس العين الحدودية مع تركيا في شمال سوريا، إثر اشتباكات متواصلة منذ يومين مع مقاتلين جهاديين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين. وقال المرصد في بريد إلكتروني: «سيطر مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي بشكل كامل على 13 قرية ومنطقة جديدة في ريف مدينة راس العين على الطريق الواصل بين مدينتي راس العين والحسكة» في شمال شرق سوريا، الذي يمر بمدينة تل تمر الواقعة على مسافة 40 كلم جنوب راس العين. وأوضح أنه «بذلك يرتفع عدد القرى التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب الكردي منذ بدء الاشتباكات قبل نحو يومين إلى 19 قرية، عقب اشتباكات عنيفة لمقاتلي وحدات الحماية مع الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة (المرتبطتين بالقاعدة) ومقاتلين من كتائب أخرى». في غضون ذلك، قُتل ستة أشخاص على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، وأُصيب نحو 40 آخرين الاثنين، في تفجير سيارة مفخخة في بلدة الثابتية في ريف حمص وسط سوريا، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا). وقالت الوكالة إن مسلحين «فجّروا سيارة مفخخة صباح أمس على مدخل بلدة الثابتية (في ريف حمص الشرقي)؛ ما أدى إلى مقتل ستة مواطنين، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، وإصابة 37 آخرين بجروح».