قال لي أحد الأصدقاء العرب بعد جولة في معالم الرياض، إنّ وسط المدينة القديم (سوق الزل، والمنطقة المحيطة به)، ستكون منطقة جذب سياحي كبيرة بشرط؟!.
السّماح فيها للمقاهي الصغيرة بتقديم (الشيشة) لروّادها، واستدلّ بذلك على الكثير من العواصم العربية مثل القاهرة ودبي وعمان والدوحة .. الخ، طبعاً خالفته الرأي قائلاً إننا في (الرياض) نعتزُّ بكوننا من أولى العواصم العالمية التي تخرج مقاهي الشيشة إلى خارج (حدود العمران)، بل وتمنع بيع (أدواتها) إلاّ على الطرق السريعة خارج المدينة، كما أنّ (الشيشة) ليست من ثقافتنا العربية في الأصل!.
ليس بالضرورة أن يكون العرب هم من اخترعوا (الشيشة) أو الأرجيلة، ولكنها التصقت بهم الآن (حول العالم) أكثر من أي أُمّة أخرى، وكم هو جميل أن يعتقد الغرب أننا، ولو لمرّة واحدة، قادرون على صناعة وتصدير (سلاح فتّاك)!.
الغرب اليوم يسمّون الشيشة (Hubble Bubble) و(الهابل بابل) هذه شكل خطراً يحاولون التخلُّص منه دون فائدة!
في أمريكا والغرب شعروا بالخطر من سحر (السلاح العربي) الذي بدأ الانتشار أكثر بين صفوف الشباب وطلاب الجامعات هناك، حتى أنّ بعض الصحف الأمريكية بدأت التحذير من مضارِّها والدعوة لمحاربتها، حيث إنها (تتبع لقانون التدخين) ويسمح بتعاطيها في الأماكن شبه المغلقة أو المطاعم التي تخصِّص مكاناً للمدخنين، أما في روسيا فهي تُعَد من (سحر الشرق) وتسمّى (كاليان) ويحاول المجتمع الروسي التخلُّص منها، ومن شدّة تعلُّقهم بها، قدّم ملياردير روسي الأسبوع الماضي هدية لخطيبته عبارة عن (مبسم شيشة) تُقدَّر قيمته بـ (807 آلاف دولار) لأنه مصنوع من الذهب ومرصَّع بالألماس!.
في جدة لازالت حكايات الشيشة تشهد فصولاً من الشد والجذب بين ملاّك المقاهي والبلدية، لمحاولة منع تقديمها في المناطق المغلقة للشباب والسماح بذلك للعائلات والنساء! وهنا مفارقات عجيبة ومضحكة، خصوصاً عندما تعلم أنّ المؤشرات تقول إننا نحتل مركزاً متقدماً بين الدول العشر الأكثر استهلاكاً للتبغ، وأنّ نسبة المدخنات لدينا في ازدياد؟!.
يحق لك أن تشك هل العرب بالفعل (سجلوا فتوحات) بنشر الشيشة في المطاعم والمقاهي العالمية بدأ من نيويورك وباريس، أم أنهم لا زالوا ضحايا بتعرُّضهم لدخان (نيران) أسلحتهم الفتاكة في أماكن مغلقة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.