كيف ينام السعوديون؟!
هــل ينامـون بالطريقة الصحيحة؟ ويحصلون على الوقت الكافي من الراحة؟!
رغم عدم وجود دراسة أو مسح يمكن الاستناد إليه (لسبر أغوار) هذه المسألة التي قد يستهين بها البعض، إلا أنني أشك أن حياتنا وطبيعة (يومنا) تدل على أننا (ننام) بشكل صحيح ونحصل على كفايتنا منه، نتيجة المتغيرات الاجتماعية والفسيولوجية التي تطرأ على الحياة (الصاخبة) والعصرية لمعظمنا، نتيجة السهر على القنوات الفضائية ومتابعة البرامج، والتفاعل مع المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي حتى ساعات متأخرة من الليل، أو مكابدة الحياة (للجادين) في أعمال إضافية أو تجارة حتى وقت متأخر، ثم تجد الجميع متجه إلى عمله في الوقت المحدد صباح (اليوم التالي) وهو مثقل، ولم يحصل على كفايته من النوم!
وهنا نبدأ في مسألة التعويض بابتكار (قيلولة قصيرة)، أو نوم متقطع يتخلله أداء صلاة العصر، ثم الانتشار للحاق ببقية النهار مع (صعوبة الحياة) وزحمة السير، مع ملاحظة أن النساء لم يقدن بعد! وهنا يجدر التنبيه بضرورة (النوم العميق والهادئ) لراحة الجسم؟!
فقد توصل باحثون أمريكيون في جامعة (روشستر) بنيويورك (أمس الأول) إلى نتائج مذهلة، مفادها أن (النوم العميق) يساعد مخ الإنسان على تنظيف (الذهن) من المخلفات السامة!
الدراسة تقول إن عملية التنظيف هذه لا تتم في اليقظة، بل خلال النوم (الهادئ والعميق) يتخلص الذهن من (الفوضى الكيميائية التي تستنزف المخ وتؤدي للإصابة بالزهايمر)، وأكدت الدارسة أنه في حال أجبر المخ على التخلص منها عند اليقظة مع (قلة النوم) فإن ذلك يؤدي إلى تعثر في التفكير وهو أمر خطير ومضر!
إنه أمر محير بالفعل؟! لأن العديد ممن يحصلون على نوم عميق في (مجتمعنا) يعانون أيضاً من ذات (التعثر في التفكير)؟
انظر إلى سعادة (المدير) فهو أكثر واحد ينام ليحضر للدوام (متأخرا) بعد أن يستيقظ بهدوء، ليسير في الشارع وحده مثل (الطاووس) نتيجة انقضاء معارك السير، وزحمة الإشارات، ومع ذلك تفكيره (متعثر) طوال اليوم، مما يدل على أن النوم الزائد والمفرط نتائجه غير مأمونة (أيضاً)!
العاطل والمدير لديهما سوياً متلازمة النوم العميق (خشم منفوش مع قلة القروش) حتى لو لم تتوصل الدراسة الأمريكية لذلك؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.