استأنف رؤساء دول وحكومات بلدان الاتحاد الاوروبي الـ 28 صباح امس الجمعة اعمال قمة تطغى عليها فضيحة التجسس الاميركي في اوروبا. وفي ختام اليوم الاول طالب القادة الاوروبيون توضيحات من حليفهم الاميركي قبل نهاية السنة. لكن ليس واردا في هذا الوقت وقف المفاوضات التجارية التي بدأت مع واشنطن لابرام اتفاق واسع النطاق للتبادل الحر. هذا وقد تمحورت أعمال امس الجمعة حول مسألة الهجرة غير الشرعية بعد ثلاثة اسابيع على مأساة لامبيدوزا. وفي نفس السياق كتبت صحيفة سودويتشي تسايتونغ امس الجمعة ان عمليات التنصت التي يعتقد أن اجهزة الاستخبارات الامريكية مارستها على الهاتف المحمول للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل تمت من سفارة الولايات المتحدة في برلين. واوردت الصحيفة ان التنصت يقوم به على ما يعتقد مركز تنصت يعرف باسم الجهاز الخاص لجمع المعلومات وهو ينشط تحت المسؤولية المشتركة لوكالة الامن القومي الاميركية ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه، ويعتقد انه ينشط في السفارات والقنصليات الاميركية عبر العالم وفي غالب الاحيان بشكل سري. واستقت سودويتشي تسايتونغ معلوماتها من وثائق سربها ادوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الامن القومي والذي يقف وراء سلسلة تسريبات حول انشطة التجسس الأميركية في العالم. واضافت الصحيفة ان الوثائق التي قدمها سنودن لمجلة در شبيغل والتي عرضت على الحكومة الألمانية في نهاية الاسبوع الماضي لا تسمح مع ذلك بتحديد الفترة التي جرى فيها التنصت على الهاتف المحمول لانغيلا ميركل بشكل دقيق. واعلنت ميركل من بروكسل حيث شاركت في اليوم الاول من قمة اوروبية انها طلبت توضيحات من الرئيس باراك اوباما حول هذه التسريبات محذرة من أنه في حال ثبتت عمليات التنصت فان ذلك سيسدد ضربة شديدة للثقة بين الدولتين.
من جهتها حذرت الولايات المتحدة بعض أجهزة الاستخبارات الأجنبية من ان الوثائق التي حصل عليها ادوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركية تحتوي على تفاصيل حول طريقة تعاونها السري مع واشنطن بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وكتبت الصحيفة نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها في الادارة الاميركية انه من بين عشرات آلاف الوثائق التي جمعها سنودن فإن بعضها يحتوي على معطيات حساسة حول برامج موجهة ضد بلدان مثل إيران وروسيا والصين. ويتزامن ذلك مع الكشف على أن الولايات المتحدة تنصتت على الهاتف المحمول للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، وذلك إثر سلسلة من التسريبات عكست مدى انشطة التجسس الأميركي في العالم. وذكرت واشنطن بوست أن وثائق تتضمن معلومات حول برنامج تجسس على روسيا تنفذه احدى دول الحلف الاطلسي ويعطي سلاح الجو والبحر الاميركي معطيات ثمينة. وقال مسؤول اميركي للصحيفة انه اذا علم الروس به فلن يكون من الصعب عليهم اتخاذ التدابير الضرورية لوضع حد للبرنامج.