قال رئيس الحكومة علي العريض إنه مستعد للالتزام باستقالة حكومته بعد 3 أسابيع شريطة تنفيذ كامل مراحل خارطة طريق الرباعي، بما في ذلك المتعلقة بالمسار التأسيسي؛ حتى لا تدخل البلاد في حالة فراغ. وأضاف علي العريض: نحن مستعدون لتطبيق خارطة الطريق شرط أن تتم المراحل بشكل متزامن. وتابع: لستُ مستعداً لترك البلاد في فراغ دستوري وفي غموض سيؤدي إلى عواقب وخيمة. ويأتي هذا التصريح في إطار محاولة رئيس الحكومة تفسير تصريحه الذي أعلن فيه اشتراط استقالة حكومته باستكمال المسار التأسيسي، وهو تصريح اعتبرته قيادات جبهة الإنقاذ المعارضة كلاماً غامضاً، لا يرقى إلى مستوى انتظاراتها، ولا يتماشى مع ما أمضى عليه الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم.
وكان قياديون معارضون قد صرحوا أمس وأمس الأول بأن العريض أكد في خطابه الجديد تمسكه بالسلطة، وتعنت حركته، وعدم استجابتها لطلبات التونسيين الذين خرجوا بالآلاف إلى الشارع للمطالبة برحيل الحكومة.
من جانبه أكد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية واليساري المعارض أن جبهة الإنقاذ لا تزال مصرة على تعليق مشاركتها في الحوار الوطني، مشدداً على أن الجبهة لن تتنازل عن نص خارطة الطريق. ورفض الهمامي اشتراط العريض تلازم المسارين الحكومي والتأسيسي، معبراً عن عدم قبول الجبهة أي مناورة جديدة مصرًّا على أن استقالة حكومة العريض هي الحل الوحيد لاستئناف الحوار بهدف إنهاء الأزمة القائمة، ومشيراً إلى أن جبهة الإنقاذ - وفي حال لم يتحقق الشرط الأول المعني باستقالة الحكومة أولاً - تعتبر أن الحوار لم ينطلق.
وكان الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس ورئيس الحكومة الأسبق قد أنه لا حل أمام حكومة علي العريض إلا الاستقالة، مشدداً على أن للمعارضة بدائل في حال فشل خارطة طريق الرباعي، رافضاً الكشف عن طبيعة هذه البدائل. وأكد السبسي أن مصداقية رئيس الحكومة قد انتهت، والحالة العامة وصلت إلى مرحلة مسدودة. مضيفاً بأن الحكومة متعهدة بالاستقالة مع بداية الحوار، إلا أن التذرع بتلازم المسارات مجرد أعذار واهية للتملص من الالتزامات. وبالرغم من اللقاءات الثلاثية التي جمعت رئيس حركة النهضة برئيس نداء تونس برئيس اتحاد الشغل أمس الأول، والتي لم يصدر بشأنها أي بيان توضيحي، إلا أن تسريبات من مصادر مطلعة أكدت أن الثلاثي لم يصل إلى توافق، بالرغم من حرص العباسي على خلق أرضية تفاهم مشتركة بين الغنوشي والسبسي.
وفي سياق آخر قالت مصادر أمنية إن سفارة أمريكا وسفارة فرنسا بتونس تلقتا تقارير استخباراتية تشير إلى وجود مخطط يستهدفهما، من خلال عمليات انتحارية باستعمال السيارات المفخخة. وقالت مصادر إعلامية إن سفارة البلدين مستهدفتان من هجمات إرهابية، ستنفذها عناصر من تنظيم أنصار الشريعة الذي يتزعمه سيف الله بن حسين المعروف بأبي عياض والفار من وجه العدالة لضلوعه في أحداث سفارة أمريكا بتونس. وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن أبا عياض وجّه رسائل إلى الخلايا الإرهابية النائمة بتونس للتحرك لتنفيذ المخططات التي أشرف بنفسه على وضعها. في الإطار ذاته أبرزت أطراف أمنية أن المنطقة التي شهدت مقتل أحد أعوان الأمن بالجنوب أمس الأول أضحت منطقة عسكرية مغلقة، تولت الفرق الأمنية المختصة تطويقها وتمشيطها للقبض على العناصر المسلحة فيها. وتشن الوحدات الأمنية والعسكرية هذه الأيام حملات تفتيش واسعة النطاق في كامل جهات البلاد للقبض على كل من له صلة بالعناصر المسلحة؛ إذ نجحت في إيقاف العشرات من أنصار الشريعة.