أخبار وبيانات سيئة عن الاقتصاد الأميركي في هذه الأوقات لا تعني كما نفهم، بل تشير إلى أن الحاجة ما زالت ماسّة إلى المزيد من التيسير الكمي، لأن التعافي لم يدرك أهدافه بعد، وبالتالي تصبح جيدة للأسواق، لأن سيولة جديدة في تلك الحالة ستدخل وترفع أسعار الأسهم.. وبمعنى أوضح، سيكون هناك مزيدٌ من التحفيز إذا دخلت سيولة جديدة للأسواق.
أما الأخبار الجيدة فتعني أخباراً جيدة وبالتالي سيصعد السوق.. وأحد الأخبار السيئة قد ينتج عن معضلة رفع سقف الدين على الاقتصاد وهو ما سيظهر في البيانات القادمة.
الخبير الاقتصادي العالمي وأستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك والمعروف بتشاؤمه نورييل روبيني كان قد حذّر المتداولين، وقال إن إستراتيجية خروج الفيدرالي الأمريكي من برنامج التيسير الكمي ستكون بطريقة غادرة وستؤدي الى عدم استقرار مالي، ما يعني أن طريقة الخروج لن تكون هادئة وعلى مراحل، رغم أن سوق العمل والاقتصاد الضعيف وحجم الدين الكبير حالياً يتطلب ذلك، ولكن الخروج بهدوء يُولد مخاطر تكوين فقاعة كبيرة أقوى من الفقاعة السابقة.
ويتساءل أيضاً إذا ما كان اليورو سينهار وما إذا كانت اليابان ستتفتت تحت ديونها؟.. وفي نفس الاتجاه أبدى البنك الدولي ما يقلقه من الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وعلى الأخص عدم استقرار قطاعه البنكي الذي يقدر بـ 5.86 تريليون دولار أو ما يقارب 69 % من الناتج المحلي الإجمالي حسب جي بي مورغان، والخطورة هي نقص الشفافية في ما يخص إلى أين تتجه الأموال ومن هو الذي يقترض؟ وشاهدنا في البيانات الأخيرة منذ أسبوعين تراجعاً في الصادرات الصينية، ولكن والأهم هو أن المسؤولين في الصين لا يجزمون متى سيكون هناك شهر ستكون صادراته ضعيفة الأداء مقارنة بالأشهر الحالية.
وجاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأسبوع الماضي بنمو 7.8 % وأكثر من التوقعات، ونذكر أن البنك الدولي كان في وقت سابق قد خفض توقعاته بشأن نمو الصين سنة 2013 الى 7.7 % من 8.4 % سابقاً.
يتوقع مصرف سوسيتيه جنرال الفرنسي أن يرتفع العائد على السندات الأمريكية 10 سنوات إلى 5 % في سنة 2017.
يُذكر أن أسعار السندات هبطت بقوة في وقت سابق دافعة العائد عليها إلى مستويات فوق الـ 3 % كانت ستجد فيها الولايات المتحدة صعوبة في التعامل مع خدمة ديونها.