أبارك لولاة أمرنا وقادة بلادنا (خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وسمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وخادم الحج - كما نعت هو نفسه - صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة)، أبارك لهم ولجميع العاملين ولكل المسلمين نجاح موسم حج هذا العام بامتياز ولله الحمد والمنة. ولم يكن لهذا العمل المضني المختلف عن كل المناسبات العالمية أن ينجح - وبشهادة الجميع، وعلى لسان كل حاج - لولا توفيق الله - عز وجل - ثم تضافر جهود جميع القطاعات المخططة والعاملة في الميدان والناقلة للحدث لحظة بلحظة. كما لا ننسى تعاون المواطنين وتفهمهم للظرف الذي نمر به، وأخذهم تحذيرات الجهات الرسمية بالقبول والرضا والالتزام، واستجابتهم لما سمعوه، سواء من خلال الإعلام الرسمي أو منبر الجمعة أو في المنتديات واللقاءات الرسمية وغير الرسمية، من وجوب تقديم المصلحة العامة على الخاصة، وعدم تكرار الحج، والالتزام بما صدر من تنظيمات وقرارات يراد منها الخير لأمة الإسلام، وأخذ ما جاء في الأمر السامي الكريم ذي الرقم 26791 المؤرخ في 13- 7-1434 بأن تخفض أعداد حجاج الداخل إلى 50 % وحجاج الخارج إلى 20 % مأخذ الجد والعمل به، وإن كان هناك أشخاص ورتب رأيناهم نحن المتابعين لهذا الحدث الرباني العالمي السنوي المهم عبر قنواتنا المحلية، أو سمعنا أحاديثهم، أو قرأنا ما قالوا، فإن هناك جمعاً من المواطنين المخلصين من مدنيين وعسكريين يعملون ضمن منظومة الوطن المبارك ليل نهار؛ من أجل الوصول إلى درجة الامتياز في هذا الموسم العظيم. وحق هؤلاء العاملين - في نظري - نيل وسام التكريم حسب ما تراه اللجنة العليا للحج؛ فالفرد القابع في زاوية ضيقة، أو جالس في مكتب متواضع، أو واقف يرشد ويوجّه، أو سائق، أو عامل نظافة، أو ساق أو.. يشعرون داخل ذواتهم بالفخر والبِشْر من جراء مشاركتهم في صنع النجاح، وينتظرون أن يذكرهم أحد ولو من بعيد؛ لذا أقترح أن يكون هناك وسام خاص بخدمة الحاج ذو رتب مختلفة ودرجات متعددة، يُمنح للمشاركين جميعاً بلا استثناء. كما أقترح كذلك إقامة يوم إعلامي سنوي، نحتفي فيه جميعاً بهؤلاء الثلة المباركة من أبناء الوطن والمقيمين المخلصين، وتكتب جميع أسمائهم حسب قطاعاتهم الخدمية في الصحف السعودية، وتُذاع وتُنشر هذه الأسماء التي عملت بجد وإخلاص عبر قنواتنا الإعلامية، ويكرَّمون من قِبل وزرائهم ومدريهم في يوم محدد، الصغير منهم والكبير، الأنثى والذكر، المدني والعسكري على حد سواء، وينقل أحداث وفعاليات هذا الحدث التلفزيون الرسمي.
إن هذه اللافتة قد تكون لا شيء، وليس لها وزن معنوي يُذكر عند من تعود على الأضواء، فأصبح اسماً معروفاً في الأوساط الوطنية، أو عند شريحة معينة في المجتمع، لكنها ذات دلالة ومعنى كبير، ولها وقع قوي عند ما لا يعرفهم إلا النزر اليسير منا، كما أنها ستكون محفزاً للمشاركة بفاعلية وإيجابية من قِبل الآخرين بالقطاعات المختلفة في السنوات القادمة بإذن الله.
نعم، هناك جهات متعددة تقيم حفل تكريم في نهاية موسم الحج كل عام، لكنها تركز على المميزين المبرزين دون غيرهم. وما أردت الإشارة إليه هنا أن خدمة ضيوف الرحمن شرف لا يضاهيه شرف - كما جاء على لسان خادم الحج هذا العام - لذا فحقنا نحن المواطنين أن نعرف كل من شارك من أبنائنا، ونال هذا الشرف في هذا العام، إضافة إلى ما كان متبعاً من الاحتفاء بالمبرزين منهم.
هناك طرف آخر له حق الشكر والتقدير، هن زوجات وأولاد هؤلاء الراحلين إلى المشاعر والحدود من أجل ضمان جودة ونجاح هذا الحدث العالمي الكبير، الكبير في ميزان الله أولاً، والكبير ثانياً في نظر بني الإنسان، المسلمون منهم على وجه الخصوص، فالشكر والتقدير لكل أسرة سعودية كان ربُّها يوم عيدها في منى أو مزدلفة أو عند الحرم، أو أنه مرابط في أطراف هذا الوطن المعطاء الكبير.. دمتم بخير، ودامت - بإذن الله - نجاحات هذا الوطن المبارك المعطاء. وإلى لقاء، والسلام.