نشرت الزميلة (عكاظ) في عددها يوم أمس الجمعة، خبر رعاية (رئيس الغرفة التجارية بجدة) لحفل تدشين مشروع هوية قطاع الاشتراكات والتصاديق بالمبنى الرئيسي للغرفة، وبدا رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية (سانح الرأس) بدون شماغ أو طاقية، وهو يرعى الاحتفال ويزيل اللوحة التذكارية!.
هناك شعور غريب انتابني وأنا أنظر إلى الصورة في الخبر، فمرة أجد فيها بساطة وقرباً من الناس والواقع المعاش (لمعظم أهل جدة ومكة)، الذين تعوّدنا على رؤيتهم كذلك، وتعوّدنا نحن معهم أيضاً عند الخروج في شوارعها على الاكتفاء بالثوب (دون شماغ)!.
ولكن رغم تفهُّمي للمكانة الكبيرة سناً وقدراً (لأبي التجار في جدة)، إلاّ أنني أستغرب (سابقة) رعاية المناسبة (بدون غترة أو شماغ )، خصوصاً وأنا أتذكّر منع الكثير من المراجعين والزوّار للدوائر الحكومية والرسمية في معظم مناطق ومدن المملكة من دخولها دون ارتداء كامل (الزي الرسمي)!.
وبالمناسبة هذا حدث معي عند دخول مبنى إحدى الجهات الحكومية في (بريدة) مؤخراً، حيث منع (السيكورتي) الزميل المصوّر وهو سعودي من دخول المبنى (سانح الرأس) قائلاً هذا مخالف للنظام، والتعليمات تتطلّب أن يرتدي زوار المبنى من المواطنين السعوديين (الزي كاملاً)، وأخبرته أنّ الرجل يتطلّب عمله حمل (الكاميرا) والحركة ولبس (الهوت فون) على الرأس لسماع التسجيل .. الخ، ولكننا في النهاية امتثلنا للتعليمات، وزوّدنا شخص من موظفي البوابة مشكوراً (بشماغ مؤقت) لحين خروجنا!.
معظم رؤساء الشركات العملاقة في المملكة الذين زرتهم يجلسون (داخل مكاتبهم) بدون شماغ، وكذا العديد من المسئولين عندما يكونون منهمكين في أداء أعمالهم بدون (مراجعين)، فإنهم يتحرّرون من لبس الطاقية والعقال والغترة قدر الإمكان، وكأنهم يمارسون العمل في منازلهم، وهذا برأيي يمنحهم المزيد من (الراحة والبُعد عن الرسمية) ويقربهم أكثر من محيطهم العامل معهم، ولكن ما حدث في غرفة جدة كان عند رعاية مناسبة رسمية وأمام عدسات المصوّرين والحضور؟!.
فهل يسن (شيخ التجار في جدة) برتوكولاً جديداً لرعاية المشاريع - دون ارتداء الشماغ - أم أنّ الأمر يتطلّب قراراً مماثلاً يمنع (المسئولين) من رعاية المشاريع دون (زي رسمي)، كما هو حاصل مع باقي المواطنين والمراجعين؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.