{... وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ..} سورة لقمان؛ الآية34 .
هكذا؛
يغادرون فجأة،
ينتزعون معهم نبض قلوبنا،
ويتركوننا للوحشة بعد أنسهم،
وللدموع حزناً عليهم،
بعد الدموع فرحةً بحركاتهم وسكناتهم،
يغادروننا،
وبصمت يحبسوننا،
يوصدون علينا الأبواب،
تارة يصرعنا الألم،
وتارة نبحث عن تنهيدة تريحنا، فلا نجدها،
الموت حق،
والقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره،
فـ{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}..العنكبوت؛ 57،
لكنه الفقد؛
يأخذ كل شيء؛
حتى الهواء،
نتيه في حيرتنا،
نفتش عن شيء اسمه النسيان،
عن شيء اسمه الصبر،
لكن؛
كيف ننسى؟ ومتى؟
وكيف نصبر؟ وإلى متى؟
تساؤلات تحكي حالة خاصة؛
حالة جديدة تقتحم كياننا،
حالة، نتأرجح أوجاعها
بين أرق وضياع، وقلق وصراع!
حالة خاصة تكسوها الدموع!
هكذا غادر ابن العم العزيز يوسف محمد حسين جوده؛ أبو لؤي
غادر كما غادر الكثيرون؛
بين أسرته وبعض أبناء عمومته هنا،
وبعيداً عن أهله وناسه هناك
ووري جثمانه الثرى هنا
والأرض تتوق لعودته هناك
رحمك الله يا أبا لؤي رحمة واسعة، وغفر لك، وأبدل سيئاتك حسنات
وأحسن الله عزاءك أختنا الفاضلة أم لؤي وعظم أجرك
عظم الله أجرك وأنت خير من يعرف أبا لؤي
لقد وافته منيته ظهر يوم الخميس 12 سبتمبر - أيلول 2013م، فلم يكن هناك متسع من الوقت للصلاة على جثمانه بعد عصر الخميس، فكانت الصلاة عليه عقب صلاة الجمعة، وفي أحد أبرز مساجد الرياض؛ مسجد الراجحي الذي يشهد صلاة الجمعة فيه ما يقارب العشرين ألف مصل، ومن بينهم جل أبناء العمومة الذين رافقوه إلى حيث مثواه الأخير في مقبرة النسيم، لقد كان حدثاً صامتاً متزناً يليق بملامح نقائه، وصفائه، وهدوئه، وصبره، واتزانه؛ رحمه الله.
أما أنت يا لؤي؛ فعظّم الله أجرك يا بني، وأذكرك بما رواه أبو هريرة؛ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [صحيح مسلم: 1631]..
{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} البقرة؛ 156 .